سلمى 9 .. طيـــــف

نقل إلكترونيا في وقت ما من سنة 2013 
نشر بعد التعديل بتاريخ 23 فبراير 2020

اللحظات السعيدة في هذه الحياة البائسة ليست سوى مجرد فواصل إعلانية قصيرة جداً أما الأصل فهو ما تحويه الحياة من لواث و وعثاء .. حان وقت رحيلي ..بعد يوم حافل مميز لن ننساه أبدًا ما حيينا لا أنا و لا سلمى .. قبيل رحيلي صارحتُ سلمى :
- تعرفي ؟ هذا أحسن يوم في حياتي، أحلى تشويف شفته في عمري كله هو اللي شوّفتي لي اليوم !
كلماتي هذه فاجأت سلمى بالطبع، إذ بادرَتْ بكيل الأسئلة لي عمّا تشويف ؟؟ أخذتُ أشرح لها تفصيلا ما هو و كيف بدأ هذا اللفظ مع جارتي الصغيرة ثم تطوّرمعناه مع قريبتي جيهان دون سبب محدد و حتى صار له عندي معنىً واضحا وأخذتْ تسألني عمّا إذا ما كنت لا أزال أفعل هذا معها - أي جيهان - و حلفتُ لها أني لم يعد بيني و بينها أي اتصال إذ إنها تسكن بعيدا في مدينة أخرى و لا مجال لأن نلتقي و حتى إذا حدث فإنّي لن أفعل هذا الأمر معها وهي كذلك،  لاعتباراتٍ كثيرة وأنه ليس عندي نيّة أصلًا لفعل هذا معها مرة أخرى..أعجبها كثيرًا هذا الاصطلاح "تشويف"! لأنه يختصر وصف جلسات مثل التي فعلناها اليوم في لفظ واحد و له معنىً لا يفهمه سوانا :)
صحبتني سلمى نحو الباب، طبعتْ على خدّي قبلة حانية لا أزال إلى يومي هذا أجد بردها على وجنتي كلما تذكرتها (لست أنساها أصلاً!) .. أمسكَتْ يدي لتضع في راحتي قطعة البطاطا التي احتفظت بها دون أن تقليها ، اقتربَتْ بشفتيها نحو أذني اليمنى حتى كادت تلامسها، حتى كدت أجفل لولا أنها كانت تقترب منّي مبتسمة ابتسامة ملائكية فيها التماعةٌ لا تقاوَم..همَسَتْ : الليلة الساعة عشر بالضبط بستنّاك ..اجلس فوق فراشك لحالك .. أني بشوِّف لك في نفس الأماكن اللي أشوّف لك فيبهم دايما و كمان اللي شوّفت لك فيهم اليوم .. بيوجعك زبّك زي ما وجعك المرة الأولى .. ما فيش لك فكّة من أظافري!  .. زبّك هذا حقي وحدي .. أني أقدِر أشوّف لك حتى و أني بعيدة منك ..  .. بالتخاطر!
طرقتْ كلماتها الهامسة أذنيّ كالصاعقة حتى أحسستُ بقشعريرة و رجفة في كل جسدي .. سالت على جبيني حبيبات عرق و بلعتُ ريقي بقوة حتى إن سلمى سمعتْ صوته و رأت حركة بلعومي من فرط ذهولي .. هنا اطمأنّتْ أنّي تحت سيطرة تعويذتها التي ألقتها عليّ فترَكتْ يدي مع حركة سريعة من أظافرها لتترك عليها آثار خدوش بيضاء خفيفة ثم فتحت لي الباب موّدعة لأجدني أمشي بحركة روبوتية خارجا من شقتها ترنّ همساتها في أذني و لم أفق إلّا و أنا أمام باب البيت أسمع صوت الحاج ناصر مؤذن مسجد الحي معلنا وقت صلاة المغرب ..
أتذكّر أني مرة حدّثْتُها عن مقال قرأْتُه يحكي عن التخاطر الذهني بين بعض البشر، حيث يمكن لبعض البشر التواصل من خلال هذه القدرة مهما كانت المسافات بينهم و على الرغم من عدم وجود أبحاث مؤكدة حتى وقت كتابة المقال (و حتى يومنا هذا فيما أعلم) فإن بعضا من الحوادث المسجلة لا تزال محل الكثير من التساؤلات و الجدل، بل إن التراث الإسلامي أيضا لا يخلو من حوادث مسجلة و متواترة من أشهرها ما حدث مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه -الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إن كان في الأمة محدّثون (أي ملهمون) فعمر! - و سارية بن زنيم أحد قواد المسلمين في فتوحات العراق و فارس سنة 23 للهجرة و ذلك عندما صرخ عمر و هو على المنبر مقاطعا خطبته أمام الناس : يا سارية !..الجبل الجبل! في لحظة كان الفرس يستعدون لتطويقهم .. سمع سارية نداء عمر يرنّ في ذهنه و انحاز إلى الجبل، ما جنّبهم هزيمة أكيدة .. ما حيّرني فعلا هو أن سلمى - و على عكس ما كنت أظن، أكانت حقا تصغي إليّ و تهتم  بحديثي معها ؟! كنت أجزم في بعض أحياني معها أنها لم تكن تفعل!! عندما كنا نجلس لنتحدث كانت تحب أن نتبادل النكات أو الأحاجي أو أن نتحدث في الأمور الغريبة و خوارق الطبيعة أو نتحدث عن الأفلام لكن أثناء الحديث لا يقرّ لها قرار في مكانها ولا تهدأ، تشغل نفسها دوما أثناء حديثنا إما بالدوران في الحجرة التي نكون بها أو بالذهاب والإياب و في يديها شيء أخَذَتْه من هنا أو هناك أو أن تتجه نحو طاولتها و تبدأ بالعبث بالأشياء أو أن تأخذ في النقر والطقطقة المتواصلة عليها ما يجعلني في حالة هستيرية سيئة جدا من التوتّر و فقد التركيز حتى إني أحيانا أقذف أثناء حديثي معها و هي تبتسم ابتسامة رضا لئيمة إذا لاحظت ذلك، لكنها غالبا لا تعلّق بشيء و نواصل حديثنا فقط ! أو تقوم فجأة لتحضر معها شيئا نأكله .. كعكا، حلوى، فاكهة أو شيئا من المقرمشات التي عادة ما تكون متواجدة أسفل طاولتها تفجأني أحيانا برمي شيء ممّا أحضرَتْ بين يديّ أو في حِجري بينما تأخذ هي كذلك في الأكل و الكلام معا، فأجدُني أكتم رغبتي في الضحك عليها .. أو أجدُها قد أخذتْ بين يديها ما تجده من أشياء أمامها تعبث بها أمامي تطقطق بها بأظافرها، أو ورقة ً تأخذ في تمزيقها بأظافرها أمامي حتى أجدَني وقد انشدهتُ أمامها و تلعثمَتْ كلماتي و أخذتُ في بلع ريقي أو حتى ارتجفتُ قاذفا لتبتسم ابتسامتها الماكرة المعتادة ثم بنبرة طفولية مصطنعة : كمّل كلامك.. مالك؟!  ..سلمى حقا لم تكن فتاة عادية أبدا!!

 دخلتُ البيت سريعًا، اغتسلتُ في حمّام الطابق الأرضي الذي اعتدتُ أن اغتسل فيه دائما دون أن يلاحظني أحد من أهلي أو تزعجني أسئلة أمي رحمها الله عن أوقات اغتسالي الغريبة الغير معتادة فأضطر لاختلاق الأعذار عن حرارة الجو و أني بحاجة لأن أنعش جسمي المتّقد من شدة الحر .. بالتأكيد لم أكن لأخبرَها أن ذاك إنما هوغسل جنابة واجب!
كان الطابق الأرضي في منزلنا هو ملاذي الهادئ الآمن الذي كنت ألجأ إليه، خاصة بعد انتقال أسرتي إلى منزل أمي الذي وَرِثـَتْه عن أمها بعد وفاتها، كنتُ من قبل أمارس مغامراتي في الاستمناء في غرفتي الخاصة بسطح المنزل الذي كان أبي قد استأجره بضع سنين عندما انتقلتْ الأُسْرَة من بيت جدّي إلى المدينة التي كان يعمل بها أبي، و من حُسن حظي أن سطح ذلك المنزل كان يحوي أيضا حمّاما صغيرًا، هذا كان قبل أن ننتقل إلى بيت جدتي هذا الذي كان في المدينة نفسها ..

لا زلت أتذكّر كيف كنتُ أطالعُ المجلات المختلفة التي كانت تقع بين يديّ أبحث عن صور المغنيات والممثلات، أو أي إعلانات تحوي صور امرأة ذات أظافر تعجبني فأخبِّئها لنفسي في صندوق خاص لا تطاله يد أمي أو أحد من أهلي، و أحيانا كنت أقصّ تلكم الصور و الإعلانات و أخفيها تحت السجاد في حجرتي .. كنت أمارس العادة السرية على تلك الصور .. و أتذكّر أنّي كلما سنحَتْ لي فرصة الاختلاء بنفسي في البيت آخذ في تقليب القنوات الفضائية واحدة تلو الأخرى أبحث عن جميلة ذات أظافر .. لم أكن من أولئك الصبية الذين يُعجَبون بالجميلات في الشاشة في سنيّ مراهقتهم الأولى، فقط تستهويني ذات الأظافر أواليدين الساحرتين، أذكر تعلّقي "بشريهان" في بعض أفلامها و فوازيرها (مع أنها كانت أحيانا تضع أظافر مزيفة!) .. كانت تسحرني "زبيدة ثروت" في فيلمها الجميل "عاشت للحب" أو "بنت 17" و كذلك كنت متيّمًا "بروجينا" عندما كانت في بداياتها أيام كانت تطيل أظافرها الرائعة أذكر أنها مثلت أمام "حسين فهمي" في مسلسل "كلمات" و كانت أظافرها و يداها ساحرتان، مارستُ العادة السرية أمام هذه الممثلة كثيرا في بداياتها .. و أذكر أني قمت بالاستمناء أكثر من مرة أمام أظافر إلهام شاهين و ليلى علوي في بعض أفلامهما القديمة في الثمانينات.. و لا زلت أتحسّر على الجميلة المتألقة "نورا"، كانت تلك المرأة قنبلة جنسية متفجرة من كل النواحي و كنت أستمني لمجرد رؤيتي لجمال يديها البضتين الناعمتين! و لا داعي لأن أذكر موهبتها الفذة في التمثيل التي تفوق بمراحل موهبة أختها بوسي و قريناتها في تلك الأيام بلا جدال، لا يذكّرني بها سوى اللطيفة الجميلة "مي عز الدين" من جيل الألفية، هي أيضا - بجانب لطفها و ذكائها وموهبتها- كتلة من المباهج و المفاتن! و يداها!..يداها وأظافرها! .. بالتأكيد جواهر ثمينة! قد يقول قائل : لكن نورا لم تكن تطيل أظافرها جدا! و كذلك إبهامها صغير مقارنة ببقية أظافرها ! .. أقول: هنا يأتي دور النسبة الذهبية و تناسق المقاييس و ما أسميه أنا "بالخصائص الظُفْريّة الممتازة" ..هذا التناسق نجده حولنا في جمال المخلوقات و تناسق خلقتها و بديع تكوينها .. وهذا التناسب قد نجده يتكرر في المخلوقات من حولنا كمقطوعة موسيقية يعزفها أكثر من عازف بمختلف الآلات الموسقية لكنها تشكل تحفة فنية بديعة لأنهم جميعا يعزفون نفس اللحن في نفس الطبقات صعودا وهبوطا ..أعود لنورا :إبهامها على الرغم من صغره مقارنة ببقية أسطح أظافرها إلا إنه متناسق بنسبة ممتازة مع شكل إصبع الإبهام بالكامل، كذلك أسطح أظافرها متناسقة جدا مع شكل يديها و ذراعيها بنسب عالية جدًا .. و قلت أنه لا تذكّرني بها سوى "مي عز الدين" التي تمتلك نسبًا ذهبية في تناسق يديها و أظافرها مع بقية جسدها المبهج وهذا التناغم شبيه جدًا بلحن تـَناغُم يديّ نورا، فهما تقريبًا في الطبقة نفسها مع تفوّق أوضح لأناقة يديّ "مي" ! بالنسبة لي - و قد تستغربون هذا - مسألة طول الأظافر من عدمها تأتي في مرتبة متأخرة جدًا إذ يجب أولا أن يكون هناك التناغم الملكي في شكل اليدين والأظفار و أسطح الأظفار و ..و حتى أدمة جذر الظفر Cuticles (تلكم البقعة البيضاء الهلالية الشكل التي تكون عند منبت سطح الظفر) ثم يأتي طول الظفر تتويجا و لبنة الكمال لتلك المنحوتة الرائعة البهية، إذ ما الفائدة من أظافر طويلة على يدين لا تتمتعان بالجمال الأنثوي المطلوب ؟ مثال ذلك "ياسمين عبد العزيز" ممثلة لا يختلف اثنان على تفوّق جمالها .. لكن يداها! .. يدااها حين أنظر إليهما أشعر كأني أنظر إلى يديّ عامل بناء و ليس إلى يديّ أنثى جميلة، أيضا مثال صارخ آخر: الفاتنة "ميجان فوكس Megan Fox " قنبلة الجمال الأمريكي المتفجرة، يداها عبارة عن إطفاء تام لكل رغباتي! إبهامها الصغير القبيح يستفزّني ويجعلني في مزاج سيء! أمثلة أخرى: "سكارليت جوهانسون Scarlett Johansson " ، " جينيفر لورانس Jennifer Lawrence "، "ألكساندرا دداريو Alexandra Daddario" و الفاتنة الخارقة "داكوتا جونسون Dakota Johnson " أيختلف معي أحد على أولئكم الفاتنات أن كل واحدة منهنّ  كتلة فتنة تمشي على الأرض؟ أيديهن جميلة..نعم، لكني أعتبرها عادية جدًا، و أظافرهنّ كذلك، جميلة، لكنها عادية فقط!.. أفتقد تلك اللذة العارمة التي تكتسح كياني عندما أرى أيديهنّ لأني ببساطة لا أجد هذه السيمفونية المتكاملة الرائعة في أيديهنّ و أظافرهنّ ..لا أجد طعم هذا الخليط السحري الذي يسلب حواسي في أيديهنّ .. تلك النسب الملكية في تكوين اليدين و الأظافر هي ما يفرّق بين امرأة و أخرى عندي..أفضّل أن أنظر إلى وجه إحداهنّ الجميل أو قوامها الممشوق و أن أستمتع بتمثيلها الجريء المبهر ..أمثال هؤلاء النساء، امتلاك إحداهنّ لأظافر طويلة لن يشكّل هذا كبير فرق عندي و لن يحرّك فيّ شيئًا من شهوة إلا إن اقترن بعنصر مفاجأة قوي، بالطبع سأظل معجبا بجمالهنّ الخلاب و روعة أجسادهنّ كأي ذكر بشريّ عاديّ! و بالتأكيد سأرغب في مضاجعة إحداهنّ إن أتيحت لي الفرصة لذلك - هذا مجرد افتراض جدليّ  بالطبع ::)) ..

 المهم ما علينا ..أعود فأقول أني أيضا كنت أتابع تمثيل الأردنية سهير فهد و أتحسر إن وجدتُ مسلسلا أردنيا ليست فيه أو تكون فيه لكن أظافرها مقصوصة! أيضا كنتُ أحب يديّ سميرة توفيق على الرغم من أنها لم تكن تطيل أظافرها غالبًا إلا أن لها يدين وأظافر رائعة! كنت أحب المسرحية الكويتية "باي باي لندن"  فقط لأرى تألق و جمال أظافر "هيفاء حسين" فيها! أظافرالعمانية "بثينة الرئيسي" تعجبني، و لا أنسى كم كان يحدث لي انتصاب فوري بمجرد رؤيتي لعبير شمس الدين على الشاشة .. كانت أظافرها خارقة في بداياتها و أيام عنفوان شبابها! يعجبني جدا جمال الأنيقة الفاتنة "سلاف فواخرجي" و أتطلّع على يديها دائمًا و أتحسّر أن مثلها لا تطيل أظافرها! كذلك الجميلة "إيمان الطوخي" كانت تسحرني يداها (أظافرها عادية ولكنها كانت أنيقة جدا .. نفس الشيء : ذلكم التجانس والتناغم الذهبي في شكل اليدين والأظافر نفسها و مع باقي الجسم أيضا)  - اكتشفت بعد أن التقيت سلمى أن بينهما تشابها في بعض تقاسيم الوجه و لون البشرة كانت سلمى تبدو أحيانا كأنها إيمان الطوخي صغيرة و هذا بالتأكيد زاد إعجابي بإيمان الطوخي - لا زلت أتذكرها في مسلسل "رأفت الهجان" كما لا أنسى مسلسل الأطفال "كوكي" السامج والسخيف جدًا حتى بالنسبة لطفل في الخامسة فما بالك بذي ثمان أو تسع! كنت أتكلّف مشاهدته فقط من أجلها! كلّفني ذلك كثيرًا من الصبر و طول البال و ضبط النفس لئلا أصاب بالتخلّف العقلي، كانت تضحية كبيرة وقتها أن أتحمّل هذا الكم من السخافة والسماجة!! كنت أكثر الأوقات أغلق الصوت و أكتفي بالمشاهدة أترقب بصبر نافذ مشاهد إيمان الطوخي ألتهم بعدها شاشة التلفاز التهاما إذا ما شردت لقطة تبرز فيها يدها أو أظفارها المصبوغة جيدا لأتسمّر في مكاني و لتقف عيناي عن أن تطرف إحداهما!.. و كنت أتحسّر جدًا أن أظافرها ليست أطول قليلاعلى جمال وأناقة يديها! 
كانت أظافر صفاء السبع أيضا تتسبب لي بانتصاب مباشر و أنا أتحدث هنا عن المسلسلات التي مثّلت بها وليس عن أفلامها لأنه في معظم أفلامها لا تظهر يداها إلا من بعيد و ليس هناك فرصة لمشاهدة يديها عن قرب كما في المسلسلات خلا لقطات قليلة نادرة أذكر منها مشهدا ترقص فيه مع صلاح ذو الفقار في فيلم "لعبة الأشرار".. أتذكر كم كنت أصاب كثيرا بالإحباط عندما كانت تظهر وأظافرها مقصوصة!

و بما أني أتيت على ذكر "Megan Fox ميجان فوكس"  كمثال رديء لمشهورة أجنبية، مقابلها تأتي أسطورة كل العصور  "Barbra Streisand  باربرا ستريساند" و هي بالتأكيد غنيّة عن التعريف فيما أظن! كان لدي مجموعة خاصة لصورها من المجلات - أذكر منها مجلة النجوم و روز اليوسف و آخر ساعة واليقظة و النهضة الكويتية و زهرة الخليج و بالتأكيد مجلة سيدتي .. كم قد استمنيت فوق تلكم الصور ياااه!  أما إن كنت سأتحدث عن جيل الألفية فالجميلة الاسكتلندية الجريئة الحبوبة "كارين جيلان Karen Gillan" تبهرني يداها و أعشق جمال أظافرها مع أنها تقريبا لا تطيل أظافرها في معظم الأوقات!

كذلك أتذكر وقت كانت المسلسلات المكسيكية في قمة فورتها تغزو كل القنوات المهمة و لم تكن تخلُ من امرأة ذات أظافر جميلة تستهويني مع أني لم أكن أستسيغ تلك المسلسلات لكني كنت أيضا أطفئ الصوت حتى أستطيع التركيز على مشاهدة ذوات الأظافر والأيدي الجميلة .. الآن المسلسلات التركية و اللبنانية و الأمريكية وغيرها تغزو التلفاز و وسائل التواصل.. طوفان الجميلات الفاتنات اللاتي يخطفن الأبصار حتى إذا وقع بصر أحدهم على إحداهنّ شخصت عيناه و تسمّر وجهه و لم يستطع لحرف وجهه عنها و التخلص من سحرها فِكاكًا حتى إن بعضهنّ و بلا مبالغة أظنهنّ يجعلن الشاشة نفسها في حالةٍ من الهيجان والانتصاب الشديد! غير أن ما أبحث عنه في هذا الطوفان من أكوام اللحم الطري الجميل يظل نادرًا - أحب أحيانا أن أمتّع نظري بمناظر تلكم الغانيات بلا شك كأي ذكر بشري طبيعي، غير أن الأمر ليس هكذا .. صراحة، لم يكن يوما هدفًا لذاته عندي! - يزعجني جدا أن أشاهد تلكم الجميلات وقد شوّهن أيدهنّ بتيكم الأظافر البلاستيكية أو الأكرليكية :( ..مشهد مزعج جدًا ،هذا مع عدم إنكاري أن الكثير منهن بلا شك تملكن أيادي جميلة و رائعة و "خصائص ظُفْرية" تفوق أيدي من سلف ذكرهنّ من القديمات جمالًا و روعة بلا شك!
على أي حال خبرتي اختلفت اليوم، كما أن سلمى سلبت منى تعلّقاتي تلك و غيّرتها تدريجيا حتى اقتصرتْ عليها وعلى ما ماله صلة بها وحدها - سأعود لأشرح هذا لاحقا -
فلْأَعُدْ لحكايتي، فقد شردتُ و استطردتُ كثيرا.. آسِف ::)

المهم .. كنت أقول أني اغتسلت سريعا في حمام الطابق الأرضي غير أني لاحظتُ عند ارتدائي لملابسي أثر دم التصق بسروالي الداخلي نفذ من غيار القطن الذي كنت قد بدّلته على عجل في حمام سلمى (كما تعلمون أنا كنت ألبس غيارين فوق بعضهما منعًا لظهور البلل على بنطلوني و الغيار الداخلي الأول هو الذي تلطّخ أما الذي فوقه فلم يكن به سوى أثر لا يكاد يُرى).. هنا قفزتْ في رأسي فكرة مزعجة جدا! إذا كنت سأعود كل مرة من عند سلمى بجروح على قضيبي، فكيف سأتعامل مع آثار الدم على سراويلي الداخلية ؟! إذ لا مفرّ أن تشرُد لطخة هنا أو هناك بين الحين و الآخر حتى على جرح مغطىً و معصوب جيداً .. كيف سأفعل و ماذا سأقول إذا لاحظ أحد أثر الدم؟ كان الأمر من قبل سهلًا مع الجروح التي تكون على ذراعي أو على بطني إذ كان يكفي أن أغطيها بورق محارم و كانت سرعان ما تتخثّر و تتصلّب و تسودّ و حتى إن نضّعت دمًا فلم يكن على مثل هذه الشاكلة، مجرد نقط صغيرة أو خطوط تمتصّها ورقة المحارم و انتهينا! 
على عجالة غسلتُ سروالي الداخلي هذا تحت صنبور الماء و حرصتُ أن أعرّض فقط المكان الذي فيه بقعة الدم تحت الصنبور دون تعريض باقي السروال للماء و أخذتُ أعصر مكان الغسل بيديّ ما استطعتُ و لبستُ السروال الداخلي تحت السروال الآخر على ما به من بلل إذ كنت أسابق الوقت للّحاق بصلاة المغرب في مسجد الحي كما اعتدتُ، لا يهدأ بالي .. بل إني لأتشاءم إن فاتني فرض في غير جماعة المسجد، نشأتُ على حبّ المسجد منذ صغري و كنتُ أحبُّ و لا زلت أحب و آنس للصلاة في المسجد و أشعر بيومي ناقصا و المصائب تحلّ فوق رأسي إن فوَّتُّ صلاة في غير المسجد مع الجماعة الراتبة .. حدّثتُ نفسي ألّا وقت للصعود و أخذ غيارآخر ثم إن أثر بقعة الدم لم يزُل تماما و قد أجد صعوبة في إزالتها الآن و لن أخاطر بوضع ذلك السروال الداخلي في سلة الغسيل حتى لا يلاحظ أحد بقعة الدم، لذا آثرت أن ألبسه على ما به من بلل خاصة أن بقعة البلل صغيرة على أي حال، عدتُ من الصلاة و قصدتُ حمام الطابق الأرضي مرة أخرى بعد أن سلّمت على جدّي و جدّتي رحمهما الله فلم يكن أحد من أهلي سواهما بالبيت وقتها، الباقون لم يكونوا قد عادوا بعد ..أمي و أبي لم يعودا بعد وأخي الكبير و أختي الكبرى قد تزوجا و لم يعد أحدهما يسكن معنا على الرغم من وجود شقة خاصة بأخي في الطابق الأول من البيت يسكن بها إذا ما زارنا مع زوجته و أولاده في أيام الإجازات فهو آنذاك كان رحمه الله يعيش في بلد آخر حيث يعمل ..أخي الأصغر لم يكن في ذلكم الوقت قد قدِم إلى الدنيا بعد!..
أخذتُ من خزانة ملابسي غيارًا داخليًا .. اجتهدتُ جدًا في غسل سروالي ذاك بكمية صابون كبيرة غسلا يدويا إذ لم أجرؤ أن أفعل هذا الآن في الغسالة، ماذا عساي أقول لجدتي ؟! زال أخيرا أثر بقعة الدم من على السروال الداخلي و فضّلْتُ تركه معلّقا في الحمام حتى ينشف.. ألقيتُ نظرة على الجروح، فوجدت أنها تخثّرت تمامًا و لم تعد تنضّع أبدًا لذا أزلتُ العصبة القطنية و اكتفيتُ بوضع لاصق جروح فقط حتى لا تنضّع خثرات الدم على الغيار الجديد إذ إنها لا تزال رطبة على أي حال!
عاودتني تلك الفكرة المزعجة لذا قررتُ أن أجد لها حلًّا عمليًا منذ تلك الليلة .. و كان أن وجدت ضالّتي في السروايل الرياضية القصيرة، أخذتُ أرتدي سروايل رياضية قصيرة سوداء أو داكنة اللون كغيارات داخلية ..كانت مريحة وفضفاضة و اعتدتُ عليها سريعًا بل إني أصبحتُ أفضّلها على الغيارات الداخلية التقليدية حتى يومي هذا!
كنت أضاعفها كلما ذهبتُ إلى بيت سلمى أمّا في المدرسة فإني كنتُ ألبسها أحيانًا فوق الغيار التقليدي .. تعوّدتُ بعد ذلك أن ألبس منها زوجًا على الأقل في كل أحوالي، كانت مشكلتي أنّي لا أعثر بسهولة على سراويل رياضية قطنية أو غليظة القماش بشكل مرض ٍتمامًا بحيث تمتص البلل الذي أُحدثه أثناء تواجدي مع سلمى في المدرسة أو حتى في بيتها لذا كنت ألجأ إلى لبس السروايل القطنية مع الرياضية أحيانًا أو أضاعف عدد السراويل الرياضية .. صارت هذه عادتي إلى يومي هذا على الرغم من انتفاء علّتها بعد أيام سلمى الغالية!

ألم أقل أن ذلك اليوم كان يوما فاصلا في حياتي؟ كان يومًا فاصلا وكانت ليلة ليس لها مثيل أيضا! .. كنت أنظر إلى الساعة تقريبًا طوال الوقت و أحسّ الوقتَ يمر ثقيييلا و الدقيقة صارت ساعة .. الساعة الآن الثامنة و خمس وثلاثون دقيقة .. يرن جرس الهاتف، ترفع السماعة أمي ثم تناديني لأجيب على الهاتف: تعال جاوب .. هذي صاحبتك سلمى .. يهتف صوت أمي جـَذِلًا ، اهتزّتْ كل خلية في جسدي و أحسستُ بقشعريرة تغمرني و جفّ ريقي ..علمتُ أنها هي مذ دقّ جرس الهاتف و لم أدْرِِ لـِمَ لَمْ أُجـِبْ! .. جئتُ وكانت أمي تنظر إليّ مبتسمة ابتسامة غريبة لم أعتدها منها و أعطتني السماعة و هي تقول: أيش عليك!..أحلى بنت في المدرسة تكلّمك! نظرتُ إلى أمي مذهولًا مستنكرًا .. بينما أمي كانت تنصرف عنّي و لم تفارق تلك الابتسامة الغريبة وجهها .. أجبتُ فقط بكلمة واحدة : ألو! .. كان صوت سلمى العذب يطرق مسامعي، لا زلتُ أحفظ كل كلمة من تلك المكالمة: كيفك؟ .. كيفُه صاحبك، عادُه بيوجعك؟ (همست سلمى)..بس قلت أذكّركْ بالموعد قلتْ يِمكن نسيت (صلصل صوتها ضاحكًا .. آه كم تقتلني ضحكتها!) .. الساعة عشر بالضبط .. دحين الساعة معي ثمان و ستة و ثلاثين .. اضبط الساعة عندك على هذا الوقت .. أجبتُ : تمام .. أجابتْ: خلاص أوكي بستنّاك!

أغلقتْ سلمى الخط ..تركتُ سماعة الهاتف من يدي واجمًا مع أعلى نسبة أدرينالين يمكن أن يفرزها جسمي لدرجة أنّ رجليّ بالكاد تحملاني من شدة ما بي .. قلبي أكاد أرى شدة ضرباته على صدري تهزّ قميصي .. وجهي ممتقع أصفر كحبات الكُركُم، جاحظة هما عيناي و حلقي ناشف كأني صائم أياما .. أسرعتُ نحو برّاد الماء و شربتُ ثلاثة أكواب دفعة واحدة لعلّي أهدأ شيئا يسيرا .. دلفتُ نحو كرسي الصالة و ارتميتُ عليه!.. سمعتُ بعدها أمي : أيش كانت تشتي منك ؟ ..
لم أستطع أن أجيب مباشرة، و أمي تعرفني جيدًا عندما أكذب .. أنا أسوأ شخص في العالم بالكذب! .. لكني أخذتُ ألملمُ شتاتي : هاه ؟؟ لا مَـ ما فيش حاجة ..بس كانت ضبحانة تشتي كروت حق أتاري عائلة و قصص من عندي عشان الإجازة ..(ضبحانة : زهقانة، أتاري العائلة: إلى وقت ليس بالبعيد كان هذا اللفظ متداولا في اليمن يطلق على أي نوع من ألعاب الفيديو المنتشرة في نهاية الثمانينات و بداية التسعينات Sega  و Nentindo أصلها بالطبع ألعاب أتاري ATARI و التصق اللفظ بأي نوع من تلك الألعاب)
فاجأتني أمي : و ليش ما تقول لها تجي عندنا و تلعب معك؟
هنا قفز في رأسي كلام أمي الغريب الذي لم أعتده منها إذ أن الكثير من زملائي بالمدرسة يتصلون دوما بي و من بينهم فتيات كذلك لم تكن تعلّق عليهم هكذا .. و .. و تلك النظرات التي رمقتْني بها قبل قليل؟!  دلفتُ فورًا نحو المطبخ أكيلُ لها الأسئلة:
- .. مم ..من قال لك إني أشتيها تـِ..تِجي؟! .. و بعدين مش أول مرة بنت من المدرسة تتصل بي !! ز..زي أي وحدة .. بس لأنها تجلس جنبي و في نفس مجموعتي وانتي عارفة ..
- يتصلوا لك أيام الدراسة مش بالإجازة! تحسّب إني مش دارية! .. أنتْ تروح لبيتهم دايما.. أني مش زعلانة منّك وعارفة إنك عاقل .. هذي البنت طيّبة وتحتاج لك .. بس يا ابني انتوا تكونوا لحالكم و هذا مش صح ..
- يعني ماعاد أروحش خلاص!؟ .. احنا نجلس نذاكر أو نلعب و هي ما عندهاش أحد تجلس معه
- والله يا ابني حتى أني محتارة أقول لك روح أو ما تروحش .. أمها وصّتني عليها و ترجّتني إني أخليك معاها براحتكم قالت لي البنت تحسّنت نفسيّـتها من بعدك .. و كمان تشتي أحد توثق به يُوبـِهْ لها (يعتني بها أو يأخذ باله منها) .. بس كمان .. لحالكم ؟! (تلك الأخيرة قالتها بصوت خافت و قد شردت نظراتها و وجمت تعابيرها تكلّم نفسها) 
- عادي إذا تحبي ماعاد أروحش خلاص مش مشكلة.. بس بصراحة مجيّـتها عندنا.. يمكن ما تاخذش راحتِه و تتضايق و كمان يمكن أصلًا ما ترضاش تكون تِجي إلّا قليل .. أمّا لمّن أروح.. أنا ولد روحتي وجيّتي أخفّ.. كمان البيت عندنا الناس يجوا كتير لكن بيتهم ما فيش أحد يجي عندهم و بصراحة نكون على راحتنا أكثر ..
- مش عارفة أيش أقول لك ..خلاص أقول لك يا ابني .. روح على عادتك بس و ما عليك.. إن شاء الله خير .. أني واثقة فيك .. وأني برجع عادني بعزمِه مرة تانية كمان عندنا هي و رجاء عشان تكون تتعوّد على الجيّه عندنا ..البنت حبوبة ما شاء الله عليها دخـَلـَتْ قلبي! .. ربّي يوفقكم و يحفظكم من كل شر و يهدّي سرّكم
 لا زلت أتذكر هذا الحوار مع أمي رحمها الله كأنه وقع بالأمس .. بعد كل هذه السنين تهاجمني تلك التساؤلات بين الحين و الحين، هل كان من الأحوط أن تمنعني من الذهاب؟؟ و لو منعتني هل كنت سألتزم ؟؟ ..لا شك لم أكن لأفعل على أي حال ولم أكن لأعدم وسيلة لكسر هذا المنع بعلم أمي و رجاء أو بغير علمهما، سلمى لكانت تفعل المثل أيضا!  هل تأثير سلمى و علاقتي بها كانت أكبر خطيئة في حياتي؟؟ أم إن سلمى حقا هي أجمل ما حدث لي قطّ ؟ في الحقيقة لم أشك لحظة بهذا، بل إني لأعيش بقية حياتي بسلمى و بما حدث لي مع سلمى، ذكرى سلمى هي وقودي في الحياة ..أنا على أي حال رجل قد جاز قنطرة الأربعين تلقّيتُ من دنيا الناس ما يكفيني و خبرتُ ما خبرت،غير أني حقيقةً لست سوى كهل أربعيني أعيش بقلبِ مراهق لم يتجاوز الخمسة عشر ربيعا .. حياتي بين الناس و سلوكاتي إنما هي مظهر و رسوم ..ما عشته مع سلمى هو الحقيقي من هذه الرسوم و المظاهر ..و إن ولجْتَ دهاليز قلبي ستقابلك كوة تطل منها على عالم صغير وادع جميل ليس فيه سواي و.. وسلمى ..ستجدني قابعا هناك و معي سلمى! .. فقط في ذلك المكان أكون أنا..أنا نفسي! فلئن سُئلتُ عنّي سأجيب بهذا فقط و.. وسأمضي !

أوه نعم ! نسيت أن أخبركم إن أمي كانت قد تعرّفتْ على رجاء و زارتها بل و صادقَتْها في وقت سابق بل و دعَتْها مع سلمى إلى الغداء عندنا مرة عندما عرفتْ أن سلمى هي زميلتي في المقعد و كذلك في نفس مجموعتي في المدرسة و كذلك من معرفتها باتصالاتي الهاتفية معها من حين لآخر،  أمي رحمها الله كانت كائنا اجتماعيا سوبر بجدارة و لديها تلك القدرة الخارقة على تكوين العلاقات مع الناس و استقطاب ودّهم و صداقتهم، أخذتْ أمي تحدّثني عن رجاء و كيف أنها سألتها أن تسمح بعلاقتي مع سلمى و أخذت تستطرد:
- و حاكتني إنك الوحيد اللي فكّيت لها العُقـَد اللي عندها شوية .. رجاء حاكتني و هي تمدح فيك وتقول أنك أول أحد تطمن له مع بنتِه و إنك تذاكر لِه و تحسّنت بالدراسة من بعدك..على الأقل توانس (تؤنس) البنت بدل ما هي مسكينة لحالها .. أمها ما فيش أحد معاها و هي كل يوم من رحلة لرحلة وقتها مش لها.. و أني أعرف البنت حلوة و مؤدبة ما شاء الله عليها .. و رجاء أمها كمان حُرمة محترمة بس لأنه شغلها مضيفة طيران و زوجها ميّت الناس يقولوا عليها كلام مش تمام .. ما فيش مع الناس إلا البقبقة (أي الثرثرة) و الكلام الفاضي  بس هي طيبة و تشقي على بنتِه الله يعينها و بعدين كمان هم من بيت فلان! .... (ذكرت لي اسم عائلة مرموقة و معروفة في البلاد) و ... و..

جعلتْ أمي تذكر لي تفاصيل كثيرة أخبرَتْها بها رجاء عن حياتها و عن سلمى لم أعرفها من قبل عن رجاء، أنّ أقاربها لا يعيرونها اهتماما بسبب عملها و هي وحيدة لأن أبوها متوفٍّ و لا ترغب بالزواج من أحد ..عائلتها تريد فرض الزواج عليها بعد وفاة زوجها و هي ترفض، فوق أنها قد تزوجت شخصا من بلد عربي على خلاف رغبة العائلة أصلا ،أحبّـته و فرضتْ على عائلتها رغبتها تلك ووضعتهم في أمر واقع عندما سافرت و تزوّجته في بلده وأنجبت سلمى! وعادت و عاشت معه في بيت منفصل وتركت بيت العائلة، وأن لها أختين متزوجتين لهما أولاد أكثرهم ذكور و لم تكن سلمى على وفاق مع أولاد ولا حتى بنات خالاتها أبدًا يوما و أن سلمى تعاني حالة من الانطواء و العزلة و لا تحب الاختلاط بأحد منذ وفاة أبيها لذا ليس لها أصدقاء لا من البنات ولا من الأولاد و أن أمها قد حاولت أيضا أن تعرّفها على صديقات من بنات بعض زميلاتها و من زميلات سلمى في المدرسة و كان الأمر جيدا في البداية غير أن ذلك لم يدم طويلا إذ إنّ سلمى كانت تتنمّرعليهنّ و تُقدِم على أمور جامحة و غريبة أو تعتبر في عُرف المجتمع عَيبًا لم تعتد الفتيات في مجتمع محافظ كمجتمعنا عليها - كانت مثلا تحب دائما ركوب دراجتها الهوائية في الشوارع و الحدائق العامة و تقضي مشاويرها بها كالصبيان.. حتى إنها كانت تأتي للمدرسة أحيانا بها .. وهذا كان أمرا مستهجنا من فتاة في مثل سنها، عموما في ذلك المجتمع المحافظ ..كانت الفتيات لا يزدن أن يلعبن بالدراجات الهوائية في أماكن محدودة من الحدائق العامة أو ساحات الأحياء السكنية ..على استحياء و بعيدا عن نظر العامة .. كانت أيضا تلعب كرة القدم مع صبيان الحي أحيانًا، بل إنها كانت تفْضُلهم مهارة! ..أنا نفسي لعبتُ معها الكرة أكثر من مرة على الرغم من أني لا أحبُ كرة القدم أصلًا .. هذا، وسوى ذلك الكثير!- في ذلكم الوقت لم تكن الأمور مثل ما هي عليه أيامنا هذه و لوكانت سلمى ابنة هذا الوقت فإنّي واثق أنها سوف تفعل ما يلفتُ النظر نحوها أيضا! - لذا فضّلتْ أكثر هؤلاء البنات ترك صداقتها كما أن سلمى أيضا لم تكن سعيدة جدًا بتلك الصداقات أصلًا! 
.. هذا اليوم هو يوم الصدمات .. ما هذا؟؟ .. حقا ما كل هذا؟؟

اقترب الموعد المحدد .. الساعة العاشرة تماما .. جهّزتُ فراشي و أخذتُ استعدُّ للنوم .. و ها أنا ذا على فراشي أتخيّلُ طيف سلمى و عبق ريحها الجميل يحتضنني من ورائي و يداعب طبلات أذني نغمات صوت أنفاسها العطرة تهمس في أذني من ورائي مبتسمة: كيفك؟ .. ذراعاها البضّان المورّدتان بياضًا تمتدان  نحو صدري .. ها أنا ذا أراني مطوِّقا صدري ذراعاها .. آه هاهما يداها الرخاميتان تبرزان ترفعهما نحو وجهي و إذا بي أرى كفّيها الغضَّين لا يكاد يُرى بهما أثر عِرْق (وريد) و لا عظم و جمال بياض أصابعها الطوال ترقص بتموّج هادئ جيئة وذهابا فيطير قلبي قفزا و تفور دماؤة لتستحيل رصاصًا تكاد تنفجر من داخل صدري حتى توجّعتُ وشعرتُ بالدّوار و الخدر في رأسي أكاد يُغشى عليّ و أنا أرى التماع أظافرها نجومًا تتلألأ و شهبًا من ضوء تومض تترى في بؤبؤ عينيّ و أمام ناظريّ فإذا بي تغمرني سكرة السعادة و تفغر فاهي وجمة الفرح والدهشة و أنا أرى بياض أطراف أظافرها الطويلة تيجانا من ثلج أبيض ناصع تزيّن وسائد أظفارها الكبيرة .. يشتد بي الألم في صدري من شدة خبط ضربات قلبي عندما تميل بيديها ميلا جانبيا تتبع عيناي جمال تقوّس وسائد أظافرها نحو الأسفل أهلّة لمّاعة نصف كل هلال منها ورديّ ناصع و نصفه الآخر أبيض ثلجي كأشد ما يكون بياض الثلج، أعود و أقلّب بصري نحو إبهاميها المنحوتين بأروع إزميل من يد الخالق العظيم سبحانه من كمال، كل إبهام منهما تزيّنه وسادة ظفر بيضاوية لوزية كأنها نُحتت نحتًا بأدق الأدوات حتى بدت في تماثل سيمتريّ مدهش، يزهو طول كل إبهام منهما بتاج ألماسيّ لامع فوق وسادة الإبهام بحوالي سنتيمتر جعل جسدي يرجف ويرجف من شدة روعته و جمالة .. هاهي الآن تقلّب كفّيها و إذا بنور راحتيها الوردي الناصع يغمرني و ها أنا ذا أرى انسيابية تناهي تداويرأصابعها الطويلة التي تبدأ عريضة و تنتهي رفيعة ممتلئة من غير ما نحافة تُرى و لا عيب يقذي العين في تناغم سيمفوني باذخ الرقي، و إذا بضوء أطراف أظافرها و حوافها الدرّي الأبيض يخترقني كلّي وأجدني في حضرةٍ عُلْويةٍ مهيبةٍ غامرة من الروحانية العجيبة .. ما هذا يا إلهي! أهذه حقًا سلمى أم إنها غانية من حور الجنّة؟ أنا على أي حال لم أرَ سوى سلمى و لا أعرف كيف تكون الحور الغواني إلّا أن يكنّ على شاكلة سلماي الغالية؟! ..من يدري!
ها أنا ذا أُدير رأسي لأرى إن كانت حقا سلمى؟ يااااه أكانت عيناي عمياوان عن كل هذا؟ إنه وجه سلمى الأخّاذ ! هاهو شعرها البنيّ الداكن يلمع مداعبًا خدّيها الممتلئين الموّردان و هي تنظر إليّ بعينيها العسليتين الواسعتين كأنهما كوكبان دريّان .. كلاهما يحيطهما سياج من أهدابها الطويلة المقوّسة كأنها حلقات كوكبية مزدوجة، أنفها الأقنى الصغير يقف منتصبا فوق شفتيها الحمراوين تلمعان كحبتي كرز قُطفتا للتّو، سلمى لم تكن يوما بحاجة لأحمر الشفاه! تبتسم ابتسامةً كعطر نسيم عليل هبّ تحت ظلال حديقة غنّاء وارفة في يوم قائظ ..انتابتني قشعريرة في بدني من فرط ما أنا فيه .. لقد أولجتني سلمى عالمها الجميل وأنا قابع في غرفتي على فراشي متّشحا لحافي!! .. حتى إنّي همستُ مناديًا : سلمى! و لدهشتي طرق مسمعي ردّها المعتاد : أيش تشتي؟ 
فجأة أحسستُ بحرقة شديدة لفحتْ بطني من فوق سُرّتي، نظرتُ فإذا هو احمرار ثمانية خدوش أفقية من أظافر سلمى على بطني تبع ذلك صلصلة ضحكات سلمى أُعقبتْ بلفحة أخرى طولية من فوق سرّتي و حتى منتصف صدري .. بعدها غمرتني موجة عارمة من خدش سلمى بأظافرها على صدري وبطني أحالتهما كتلة حمراء ملطّخة بخطوط قانية في كل اتجاه و صوب .. ثم تسألني سلمى سؤالاتها العتيدة الذي اعتدت أن أجيبها كل مرة نفس الجوابات تقريبا ما يُسعد سلمى دائما أن تسمعها مني في حوار تسجيلي يتكرر كثيرا بيننا غير أن أحدنا لم يملّ منه قطّ:
- كيف ؟ .. كيف شفت أظافري؟ ..حادة صح؟
- صح .. حااادة !! ححلوة ..ررهييبة!
- يعجبوك؟
- أيوه كثييير .. أموت عليهم!
- كيف الوجع؟
- ملييييح!
- يعجبك إني أوجعك بأظافري؟
- آه يعجبني !
- يعني أزيد؟ ما أوقفش؟
- أيوه .. ززيدي براحتك!
تتهلل بعد هذا أسارير سلمى و تشدو نغمات ضحكاتها العذبة و معها .. معها يزيد ألمي!
في الحقيقة لا أخفيكم .. ساعتئذ لم أميّز إن كان هذا خيالا أم واقعا إذ إن جذعي كله - بما في ذلك ظهري - كثيرًا ما كان ملطّخا بتلكم الخدوش و النُّدَب التي كانت تخطّها و تحفرها أظفار سلمى الرائعة، فلا يكاد صدري أو بطني أو ذراعي و عضدي خاصة الجهة الأقرب للكتف و حتى ظهري تخلو كلها من الخدوش و الندبات، كما ذكرت سابقا ..إنّ سلمى كان يثيرها إيلامي و إثارتي بأظافرها و كنا نقدم على الكثير من الأفعال و الألعاب الجامحة و قد كانت كل المساحات المخفية تحت الثياب من جسدي ساحة مفتوحة لسلمى و لم يكن من محظور سوى أجزاء جذعي السفلي التي اخترقتها أظفار سلمى هذا اليوم الذي كما قلت إنه يوم فاصل .. لتفتتح به ساحة لعب جديدة واسعة الاحتمالات من طرق الإثارة و النشوة و.. والألم ..الألم اللذيذ الغامر!

كنتُ قد ذَهلتُ عن ألم قضيبي المتصاعد تدريجيا مع انتصابه إلى أن بلغ ذروة الانتصاب و جعل المذيّ يتصبّبُ منه شيئا فشيئا .. بالطبع كنتُ قد أويت للفراش بعد أن خلعتُ كامل ثيابي عنّي و غطست تحت نعومة لحافي وكانت علبة المحارم الورقية قد استقرت بجواري .. طقوس جلسة استمناء اعتيادية ! غير أني هذه المرة لم أمسّ قضيبي بيدي أبدا !
توقفتْ سلمى عن موجات الخدش و اقتربت بشفتيها حتى كادت تلصقهما بأذني اليسرى لتهمس: أخزّق؟!
تلك الكلمة السحرية التي تجعلني في حالة انتصاب مؤلمة .. لم تنتظر مني إجابة كالعادة بل جعلت تغرز أظفارها بكلتا يديها الناعمتين في بطني لأتلقى ثمان طعنات دفعة واحدة كادت تهتك جلد بطني هتكًا و أرسلتْ نحو دماغي صرخاتِ ألم يائسة دون جدوى .. نعم ، لقد شعرتُ بألم الطعنات في بطني حقّا! .. كان من عادة سلمى أن إذا طعنت أظافرها بهذه الطريقة أنها لا تترك مكان الطعنات دون أن تتأكد أن أظفارها قد اخترقت فعلا البشرة و أدْمَتْها بشكل جليّ واضح لذا كانت تلجأ عادة للتشويف - الفرك المتواصل على منطقة الخزق حتى تتمزق و ينزّ الدم منها من تحت أظافرها .. و هو ما حدث أو ما تخيلتُه أنّه يحدث ..أنا لم أعد في حالة أستطيع فيها أميّز حقًّا إذ إني حقا شعرتُ بالألم في بطني! ..
لفتَ انتباهُها قضيبي المنتصب عن آخره متجاهلا وجع الجروح الذي أحدثته أظافرها سابقا به .. و ها أنا ذا أرى يدها تمسك به مجددا لتغرز به إبهامها الأيمن ..ثم الأيسر في مكان الجروح نفسه بنفس الطريقة التي فعلتها اليوم حتى ينفجر مجدّدا بسيل عرم من سائل حليبي يلطخ شيئا من لحافي و فرشي أتلقّاه بالكاد بيد مرتعشة تحمل أوراق المحارم و يأبى جسدي البائس خلال ذلك أن يكفّ عن الارتجاف الشديد .. شيئا فشيئا تهدأ ارتعاشتي و يقرّ جسدي و تخرج من صدري زفرة تنهيد حارّة ، أفتحُ عينيّ .. أنظرُ من حولي .. أتلفّتُ يَمنة يَسرة:
- سلمى ! ...سلمى!..
لا شيء! لا أحد! .. ذهب طيف سلمى! لا زلت أشمُّ عبق عرفها الفاخر.. غرفتي يملؤها عبق ريح سلمى، أذناي يجلجل بهما صوت ضحكاتها، قمتُ من فراشي ، ارتديتُ بيجامتي و ذهبتُ إلى الحمّام غسلت بقايا السوائل و أحضرتُ معي بضع محارم ورقية مبلولة لأمسح بها آثار اللطخات التي تركَتْها على فرشي .. أرخيتُ رأسي فوق وسادتي شاخصةٌ عيناي أنظر نحو اللاشيء، لم أستطع أن أغمض عينيّ، لا زلتُ أظنُّ أن طيف سلمى سيعود في أيّ لحظة، أصوات ضحكاتها العذبة لم تغادر رأسي بعد و عرفُها ملتصق بأنفي و يملأ أرجاء حجرتي..

اليوم التالي، حتى أرقع كذبتي اتصلتُ بسلمى خلسة .. كانت رجاء هي من رفع السماعة لذا سلمت عليها سريعا و هي بدورها دعتني للمجيء بينما هي باتنظار ابنتها أن تجيبني ..شرحتُ لسلمى الوضع سريعا و كان أن ذهبتُ على موعدي بعد الغداء .. اسأذنتُ أمي هذه المرة و حرصتُ على أخذ مجموعة من كروت ألعاب الفيديو معي و بعض روايات الجيب ومجلات - رجل المستحيل وملف المستقبل و فانتازيا و بضع أعداد من مجلة سوبرمان و ماجد .. لست أريد أن تشك أمي بشيء! في الحقيقة إن سلمى ليست بحاجة لشيء من تلك الألعاب .. لديها مجموعة عامرة منها تفوق ما لديّ كثيرا .. لكني أظن أنها ستسعد بقراءة المجلات و الروايات ..لم يكن لديها اهتمام بتلك النوعية من روايات الجيب إلى أن أقنعتها مرة بها عندما رويت لها أحداث إحداها .. أتذكرها جيدا إلى اليوم .. "المقاتل الأخير" إحدى روايات  ملف المستقبل الخاصة .. أعجبتها جدًا فكرة السفر عبر الزمن و للمستقبل بالتحديد .. قالت لي كلاما و أفكارًا غريبة مرعبة وقتها، ربما أتحدّثُ عنها في وقت آخر .. آه ..تلكم الفتاة!

استقبلتني على الباب رجاء بإطلالتها الساحرة .. كانت أظفارها هذه المرة مطلية بلون وردي أخاذ ، طبعت على خدي قبلة دافئة حتى داعب أنفي ريح عطرها الزاكي .. سألتني عن حالي و حال أمي، ما إن أخذتُ أتكلّم حتى لمحتُ سلمى العزيزة تققز نحوي تطوّقني ذراعاها حول عنقي و تضمّني نحوها مسرورة جَـذِلة و أنا أقف مبهوتًا واجمًا كعادتي، و رجاء تلتمع في عينيها أسارير أمومة غامرة نـَجَمَ عنها ابتسامة مشرقة على محيّاها الجميل .. أحسستُ من داخلي بسعادتها لسعادة ابنتها الغالية بي

جلسنا في الصالة كلّنا، أخذتُ أتحدّثُ مع رجاء ، بينما أخذتْ سلمى في تقليب ما بالكيس الذي أحضرته معي، أخبرتني رجاء أنها ماكثة عدة أيام في البيت إذ ليس لديها رحلات هذه الأيام كما أنها مشغولة بأعمال ترجمة لصالح مكتب ترجمة علمتُ أنها تعمل به في أوقات فراغها .. استغللتُ الفرصة لأسألها عن طبيعة عملها كمضيفة و كيف تفعل إذا كانت لديها رحلات متواصلة أياما، هل تترك سلمى وحيدة في البيت، ضحكتْ و أخبرتْني أن لديها استثناءً خاصا من المدير التنفيذي لشركة الطيران نفسه بحكم علاقته القديمة مع عائلتها المرموقة و بالأخص مع أبيها المتوفّى و أن جدولها مقتصرعلى الرحلات الداخلية أو التي يكون فيها ذهاب وعودة في اليوم نفسه أو اليوم التالي على الأكثر و أنها نادرًا ما يكون في جدولها رحلات تستغرق أياما دون عودة و أن إذا حدث فإنها ترسل سلمى للمكوث في بيت جدّها - بالأصح فيلّا جدّها .. زرت ذلك القصر مرة فيما بعد برفقة سلمى و رجاء و تعرّفت هناك على جدة سلمى لأمها، كانت امرأة حادة الطباع لكنها كانت تحبّ سلمى حبًّا جمًّا، لعلّي أتحدّثُ عن هذا لاحقا على أي حال - ألمحتْ رجاء إلى أن الوضع اختلف الآن قليلا و قد صار هناك رجل في حياتهم يُعتمَد عليه - تقصدني أنا! - جميل المعشر و قريب من قلب سلمى الصعب! .. قدّمَتْ لنا رجاء الشاي العدني بالحليب مع بعض الفطائر المحلاة بالسكر المجروش، رجاء تعدّ ألذ شاي بالحليب في العالم بلا مبالغة! طعمه يجعلني في حالة سُكْر و نشوة من فرط لذته ولا أكتفي منه أبدًا..
استأذنتْ رجاء و طلبتْ منّا أن نأخذ راحتنا و عادتْ إلى حجرتها لتكمل عملها


دلفتُ أنا و سلمى إلى حجرتها، أغلقتْ سلمى الباب سريعًا و لم تنتظر منّي أي ردّ فعل حتى ركعتْ أمامي وأسرعتْ بنفسها و أمسكت بسروالي و أخذتْ تفكُّ حزامي و سراويلي و قالت بلهفة:
- اشتي أشوف كيفُه اليوم !
أخرجتْ سلمى قضيبي الذي أخذ في الانتصاب بمجرد أن صار بين يديها ونظرتْ إليه بتمعّن واندهاش، فكّت الشريط اللاصق الذي كان يغطّي الندبتين، الندبتان قد اسودّتا و تحجّرتا وصارتا مجرد خطّين عريضين هلاليّين أسودين على جانبي قضيبي ..لم يعد هناك من تورّم و لا أثر لحُفر يمكن أن تتشكل مكانهما أما بقية الخدوش فقد صارت تقريبا خطوطا تُرى بالكاد، لدى جسدي حقّا موهبة خارقة على التعافي من الجروح !
- واااو! شهقتْ سلمى!: كنت افتكر أنّ الجُرح عادُه بينزل منّه دم .. بس من أمس لليوم قـَده بدأ يتباخر(يتعافى)؟! تِقول كم بيحتاجوا هذول عشان يروحوا ؟؟ أخذت تنقر طرف ظفر إبهامها بلطف جيئة و ذهابا حول الندبة اليسرى و هي تنظر نحو وجهي بطرف عينيها و ما زالت راكعة على ركبتيها تجاهي
- لااا تلمسيهمش بأظافرك!.. بيفكّوا و بيرجعوا ينزّلوا دم ..أنا ما صدّقت إن الدّم وقف ..
سحبتُ نفسي مبتعدًا قليلا عنها و أخذتُ في إصلاح سراويلي و هي تنظر إليّ و ملؤ عينيها ضحكات متهكمات عندما أخذتُ أعالج إدخال قضيبي المنتصب عن آخره في سراويلي
- يعني أسبوع تقريبا .. صح؟؟ سألتْ سلمى بينما اتجهت نحو سريرها لتجلس عليه
- مش عارف .. بس عشان يختفوا تمام يمكن أكثر .. شوفي هذول اللي في بطني تقريبا لهم أسبوعين من أيام الامتحانات ..تذكري؟
شرعتُ في كشف بطني لأريها الندوب الهلالية التي أحدثتها من قبل في بطني وكانت قد تركتْ جروحا دامية بشدّة وقتها و هي الآن على وشك التلاشي
أشارت إليّ سلمى بالجلوس إلى جوارها و بين يديها ما جلبْتُه معي من أشياء، جلستُ جوارها و قد أخذتْ تنظر إليّ تلتمع عيناها و امتلأ وجهها بابتسامة لم أعرفها من قبل :
- كيف كان أمس؟ عجبك؟ بطنك عادِه توجعك؟ .. ثم همستْ كعادتها:
- المرّة الجايّة بجيك من قُدّامك مش من وراك ..و لّا من ورا أحسن ؟ أيش رايك ؟

امتقع وجهي و جفّ الريق في حلقي .. و رأتْ سلمى جحوظ عينيّ و اندهاش وجهي لتعقّب:
- مش قلت لك! .. تـَخاااطُر!؟ قالت في صوت هامس كالفحيح
امتلأتُ رعبًا من مجرّد تصوّرالفكرة! أنا لا أومن بتلك الترّهات أصلًا! و لا زلتُ! ..كيف عرفتْ سلمى؟؟ كنتُ وحدي وكلّ ما جرى ليلة البارحة لا أستطيع أن أقول من ناحية المنطق إلا إنه كان مجرد تخيّلات من نسج خيالي أنا فقط! .. استجمعتُ نفسي و تمتمتُ بيني و بين نفسي: لعلّها فقط إنما خمّنتْ هذا و جرى الأمر معها هكذا فَحَسْب! لكنّ سلمى لم تتركْ لي مجالًا فاستطرَدَتْ:
- الموضوع مش خيال! .. حسّيت بك أمس و حسّيت إنّي خزّقت لك ببطنك و زبّك في نفس هذي الأماكن، و أشارت إلى ندوب بطني ..ابتسمتْ سلمى:
- و عجبني! ..
أخذَتْ في دغدغة بطني المكشوف بأطراف أظافرها مداعِبةً بخدوش خفيفة ثم توقفتْ فجأة و حوّلت نظرها نحو ما كان بين يديها من أشياء أخذتْ في تقليبها و شد انتباهها روايات الخيال العلمي و أخذنا في الحديث عن كل واحدة على حدة، وعدتني أنها ستقرأ هذه الروايات و ستعطيني رأيها وإذا أعجبتها ستطلب المزيد .. نصحتُها أن تبدأ بالرويات الخفيفة للرائع د.نبيل فاروق و من ثمّ يمكنها بعد ذلك الخوض في روايات حبيب الملايين أحمد خالد توفيق لأنّها أثقل قليلا ..أكّدَتْ لي أنها ستبدأ بتلك الرواية التي تحدّثتُ عنها "المقاتل الأخير" ..
هنا أخذتُ أجادلها عن أفكارها الغريبة التي طرَحَتْها عليّ سابقًا و هل هي كانت جادّة حقًا فيما قالت!.. اكتفت فقط بهزّ رأسها بالإيجاب مع ابتسامة ملؤها البراءة لا تنتمي بحال لما يدور برأسها الجميل من أفكار جامحة مرعبة! لا داعي لأن أذكر أن كلانا كان مفتونًا أيضا بسلسلة أفلام (Back to the Future) على الرغم من اتفاقنا على سخافة الأفكار التي طُرحت وقتها في تلك السلسة - وقتها كنا قد شاهدنا الجزئين الأول والثاني فقط - .. سأتحدث لاحقا في وقته عن هذا الموضوع فهو يستحق مني تفصيلا و لست أحب أن أوجزه هنا

شرعنا بعد ذلك في تقليب كروت الألعاب و فاجأني أن لعبة ذائعة الصيت في تلكم الأيام ليست معها "Contra" .. قالت أنها كانت لديها و لا تعرف أين ضاعت بعد ذلك و كانت من الألعاب المفضلة لديها .. طبعتْ على خدّي قبلة لأني أحضرتُها معي إذ إنها لم تكن من ذلك النوع من الفتيات اللاتي يُعجَبْن جدا بألعاب "Super Mario" و أشباهها مع أننا كنا نعلب بها سويًّا في بعض الأحيان .. من لم يحبّها من جيلنا أصلًا؟! .. قفزنا من فوق السرير و دلفنا نحو غرفة المعيشة لنعلب بها .. أغلقنا على أنفسنا حتى لا نزعج رجاء بصوت الألعاب

الأمور جرت على ما يرام في البداية .. تلك اللعبة "Contra" كانت من نوع ألعاب Co-Op Gun & Run أو ألعاب الرماية التعاونية .. بحيث يلعب اللاعبون متعاونين في فريق واحد لهزم الأعداء و إذا انتهت جميع أدوار أحدهم فيكمل الآخر وحده وهكذا .. كنتُ ماهرًا باللعبة و كذلك كانت سلمى لذا وصلنا معا إلى مستويات بعيدة في البداية .. لكن كان هناك مستويات صعبة جدًا كنا تقريبا نموت فيها أحدنا تلو الآخر كلّما وصلنا هناك .. كنتُ سعيدًا جدًا بالتناغم في اللعب مع سلمى و اكتشفت أنّنا في الواقع نكوّن فريقا مذهلًا مع بعضنا .. ملّت سلمى - و أنا كذلك - بعد عدد لا بأس به من أدوار تلكم اللعبة و قرّرنا تجريب لعبة تنافسية و كان الاتفاق على "Street Fighter" .. قمنا بتحضير جهاز الألعاب الخاص بها فقد كان جهازًا مختلفًا (ليس هو جهاز البلاي ستيشن "PlayStation" إذ إنه لم يكن موجودًا بعد في ذلك الوقت) و كانت تلك النوعية لا تزال جديدة و لم أكن أمتلكُها إذ لم يكن سعرها بالهيّن ذلكم الوقت غير أن سلمى كانت قد أهدتها جدّتها ذلكم الجهاز الغالي وقتذاك!.. كنتُ متفوّقًا فيها على سلمى لعدّة أدوار بحكم لعبي بها مع زملائي كثيرًا فقد كانت صرعة الشباب وقتها و كنا نجتمع في بيت أحدهم لنلعب بها في ذلك الوقت..تعمّدْتُ أن أنهزم في بعض الأدوار لأجل خاطر سلمى العزيزة التي لاحظتْ ذلك، ما زاد من حنقها فقررتْ عقابي :
- لااا ..كدا أنت تخرّب اللعب! .. ما ينفعش هذا الكلام ..لازم ما تخلّيش نفسك تنغلب عشان تراضيني .. أشتي لِعْب سوا(لعب سوا: لعب جيّد)!
- و الله ألعب بقوّتي .. يـ يممـ كِن تِعْبَتْ اِيدي بس .. انتي كنتي تمام .. و بعدين يعني أغلبِك تزعلي، تفوزي برضه زعلانة ؟؟
- أشتي أفوز بحرافتي أني (أي بمهارتي أنا) .. مش لأنك تخلّيني أفوز!
- طيب أيش رايِك نغيّر؟ ..
- تمام بس أول لازم نكمّل هذي .. باقي مباراتين و أني ما يعجبنيش أهرب .. كون إلعَب تمام .. انت زعّلتني بصراحة و لازم تاخد جزاك
ثم بإشارة من سبّابتها أشارت بأن أدنو منها أكثر.. عرفتُ من نظرتها اللئيمة أنّها مُقدِمة على أمر .. سلمى لا يمكن لأحد أن يتوقّع تصرفاتها حتى لو صرّحتْ هي نفسَها بذلك!

لم أجد بدًّا من الانصياع لها بالطبع .. كنا جلوسًا على الأرض، اقتربتْ منّي ثم عدّلت جلستها من خلفي.. أخَذَتْ ريموت التلفاز و رفَعَتْ الصوت قليلًا ، أخَذَتْ بعد ذلك برفع قميصي شيئًا يسيرًا من أسفله ثم أدخلَتْ كلتا يديها تحته، وضعتْ يدها اليمنى على جنبي الأيمن واليسرى على جنبي الأيسر و فرَدَتْ أصابعها على جانِبَي بطني في كشحَيّ (الكَشْح: هو الجزء الجانبي اللحمي الذي يكون ما بين الضلوع و الخصر و جمعها كشوح)، ثم همَسَتْ : اتحمّل و ما اشتيش صوت! .. انت عارف انه ماما هنا و ممكن تسمع .. ما نشتيش مشاكل! (لا نريد مشاكل) ..
كانت رجاء تعلم عن تعلّقي بذوات الأظافر و هوسي بما فعلَتْه سلمى بي أول مرة في المدرسة لأن سلمى أخبرَتها بذلك و أنا كذلك شرحتُ لها حكايتي مع الأظافر كما أسلفتُ في فصول حكايتي هذه .. لكن بعد ذلك تحدّثتُ مع سلمى في هذا الأمر و الغريب أنّي وسلمى وجدنا أنفسنا متّفِقـَين أن نُبقي ما نفعله بعدها سرًّا بيننا على الرغم من أنها أخبرتني أنها تحكي لرجاء بالتفصيل كل شيء و لا تُخفي عنها أمرًا و أنّ هذا يشعرها بالأمان و الراحة لكنّها هذه المرة تريد هذا الأمر حقًّا أن يبقى سرّنا الخاص! .. رجاء على أي حال ليست بالسذاجة بحيث لا يخالجها شكّ بأمرنا وقد أعلم أنا و سلمى هذا، خاصّة أنّ سلمى أصبحت تعتني بيديها و أظافرها!.. لكن سقف الثّقة بينها و بين ابنتها عالٍ جدًا، كما أنّ رجاء على أي حال لم تفتح الموضوع مرة أخرى و اكتفتْ بالصمت وإن كنتُ أرى جيّدًا كم تتعمّد إثارتي و استفزازي  بأظافرها الرهيبة كلّما سنح سانح!..

عدّلت سلمى وضعية يديها جيّدا بحيث حاذتهما على كَشْحيّ .. بدأتْ أصابعها البضّة في تحسّس جلدي بلطف و أخذتْ تربتُ على جنبَيّ بينما كانت تبتسم من خلفي وأنا أنظر إليها نظراتٍ بائسة، سلمى أظافرها لم تترك بشرة جلدي يومًا إلا ممزّقة دامية و هذه المرة لن تكون استثناءً.. حدّثتُ نفسي!، بينما كنتُ أشدّ على طرف قميصي بيدَيّ رافعًا فوق موضعِ يديها، دَنَتْ سلمى منّي أكثر و حاذتْ رأسها برأسي من خلفي حتى تغلغل عبقُ شعرها العاطر في أنفي و لامس خدّي .. لا أحتمل ما أنا فيه من ترف ..نعومة خصلات شعرها الحريرية و هي تداعب خدّي و تنسدل رقراقة كجدول ماء عذب ينساب تحت ذقني و على رقبتي، راحتُها و أصابعُها الطويلة البيضاء الممتلئة رِِيًّا و هي تداعب كشوحي في بذخ غامر كأنعم ديباج على وجه الأرض ..كلُّ هذا!..مثل تلك اللحظات التي أكون أنا و سلمى فيها هكذا بلا شك ستظل أسعد و أترف لحظات حياتي حقًّا، تلكم اللحظات هي التي شكّلت كياني و هي التي غيّرت تعلُّقاتي .. حياتي تحوّلت تدريجيًا إلى عالم من تلك اللحظات أعيشه واقعًا و ما سواه رسوم و أوهام!.. بياضُ وجه سلمى الملائكي الغامر أخذ يسحبُني لعالم ليس له مثيل.. يااااه !!، انتفض قلبي بخفقان هادر أجزمُ أنّ سلمى سمعته جيّدًا! همسَتْ: أيش رايك الحقيقة أحسن ولّا الخيال اللي في تخاريفك ؟ هذا مش خيال و لا تخاريف! صح؟ .. لم أُجبْ بشيء، أنا أعلم أنّها لا تنتظر إجابة منّي أصلًا و أنّها ستضرب ضربتها بعد بُرهة و أنّ ما أنا فيه من بذخ ..سيزول؟ .. بل سيُضفي عليه الألم روحًا و رونقًا من نوع آخر؟؟.. أيًّا ما كان ..صراحًة ! فقط أردتُ وقتها أن يتوّقف الزمن فحَسْبْ، أو بالأحرى أن يدور في حلقة مفرغة ليس فيها سوى هذه اللحظات أستمتعُ بها إلى الأبد! ..  طأطأتُ رأسي، أغمضتُ عينيّ وأطبقتُ شفتيّ بين أسناني بشدّة... ما إن فعلتُ ذلك وعرفـَتْ سلمى أنّي جاهز حتى لفحتني صعقةٌ عارمة على جنبيّ جعلتني أجفلُ كملدوغ بسمّ حيّة، صيحةٌ مكتومة أبَتْ حنجرتي إلّا أن تطلقها رغمًا عنّي ارتطمَتْ بفمي المغلق بإحكام لتستحيل همهمات كسيرة أعقبها خروج بقية ما احتبس من هواء حشرجًة و شخيرًا مكتومًا

فتحتُ عينيّ بعد أن بدأ جسدي باستيعاب ما حدث للتّو و أخذ في إطلاق شيء من "سيروتونينات" مهدئة لأجدَ أصابع سلمى الثمان غائرةً في لحم كشوحي و قد أحكمَتْ قبضتَها حتى لم يعد من أثر لأظفارها المدفونة تمامًا تحت القطعتين اللحميتين التي كبَشَتْهُما من الجهتين (السيروتونينات Serotonin:مواد يفرزها الدماغ تعمل على تهدئة الألم المفاجئ و تعتبر أحد هرمونات السعادة في الجسم مثل الدوبامين و الإندورفينات).. بعد ذلك أخذتْ وتيرة الألم في التصاعد مرّة أخرى بينما سلمى مُحكِمة قبضتها من الجهتين، قبضة سلمى قويّة جدًّا بدرجة مذهلة ..لا زلتُ أتعجّبُ إلى يومي هذا من أين أتَتْ تلك القوّة الغاشمة لسلمى ذات الملامح الملائكية الناعمة الفاتنة! عندما تلمسني يداها أجدُ فيهما نعومة الديباج و بضاضة الأطفال الرضّع، لكن عندما أجدُني تحت ضغط أصابعها الغضة المتورّدة ووطأة أظفارها الطاغية لا يسعفُني أنجعُ مراهمِ ملوك الدنيا أن تخفّفَ عنّي شيئا من وجع!

كان إبهاماها الرائعان يقفان وحيدين متّكئان على يديها .. آه يا إلهي منظرهُما الأخّاذ كان يشدهُني عن أوجاعي حتى إنّي لأكاد أنساها، كانا طويلين ممتلئين في غير سِمَن و كان سطح ظُفر كلًّ منهما كبيرًا حقًّا.. موّردًا لامعًا لمعانًا ساطعًا، إذ كان سطح كل ظُفر مصقولًا بطبيعته كأنّه سطح ألماسَة أو سطح مرآة و كان يتمتّع بتقوّس خفيف أضفى عليه رونقًا، و إذا تحرّك عكس بريقا أخّاذا للضوء، في الحقيقة إنّ أظفار سلمى كانت كلّها مصقولة مقوّسة كإبهامها ، قد كرّرتُ هذا القول مرارًا!؟ .. أعرف! غير أنّي أحبُّ أن أعيده و أزيد فيه ::))، كان إبهامها وحده تحفة فنّية فريدة من نوعها ، براجِمُها! (جمع بُرْجُمة : مِفصل الأصابع) .. آه براجِمُها لا أكاد أرى بها أيَّ تجعيد أو تلافيف و كان يصعب تمييزها في أصابعها الرخامية ناصعة البياض إلّا عندما تَثني أصابعها!.. بشرة سلمى صافية مصقولة بطبيعتها حتى لكأنها دهَنَتْها للتّو بكريم عناية وهو ما ساعد في إعطاء يديّ سلمى هذا الرونق عمومًا! كنتُ دائمًا أتعجّبُ من كمال أصابع و أظافر سلمى الذي لم أرَ له مثيلا قطّ .. اكتشفتُ أيضًا عند رؤيتي لإبهامها في تلكم اللحظات من الألم المبرح .. سرا آخر أسرار هذا الكمال الأسطوري لأظفارها .. تلك اللحيمات الناتئة ناصعة البياض متوردة تحيط بالظفر من جانبيه بحيث تبدوان كإطار تزيد أظافرها ألـَقـًا و رونقـًا و كمالًا فوق كمالها .. أدركت لاحقا - بعد أن كبرتُ أنّ كلّ ذوات الأظافر الكاملات لابد أن يكون وضع هذه النتوءات بأظفارهنّ بحيث تكون مثل الإطار الأنيق حول لوحة فنية بديعة .. و تعلّمتُ أيضًا أنّ هذه الصفة نادرة في أظافر النساء، أن تكون هذه النتوءات اللحمية التي تغطي طية الظفر بالشكل المثالي المناسب تماما لشكل سطح الظفر بحيث لا يكون الظفر فوقها فيخفيها و يبدو عريضا جدا، أو زائدة فيبدو الظفر أصغر مما هو عليه أو مدفونا في لحم الأَنْمُلة (الأَنْمُلة : هي المفصل الذي يحوي الظفر).. لست أتكلم عن جلد منبت الظفرهنا أو ما يسمى إهاب الظفر (Cuticles) و إنّما عن اللحيمات التي على طيات الظفر من جانبيه - فأرجو التركيز..تضفي هذه اللحيمات الناتئة للظفر جمالًا خاصًّا في زوايا النظرالمباشرة رأسيا فتبدو كما أسلفتُ كإطار يحيط بالظفر من الجوانب أما في الزاوية  الأفقية المباشرة فإنها تتكور محيطة بالظفر من الجهتين فتزيد من تقوس الظفر جمالًا، كذلك في الزوايا الجانبية بحيث تُشكّل قاعدةَ هلال الظفر و ترسم حدود طول سطح الظفر إذا كان قصيرًا أو تزيد طول الظفر الظاهري و تقوّسه إذا كان طويلًا

أخذتْ سلمى تجذب بأصابعها لحم كشوحي نحوها بينما هي تفرك أظافرها المدفونة فيه..بدأتْ "بالتشويف" المنتظم حتى احمرّ جلد كشوحي .. أنا أعاني الآن من ألم مزدوج، ألم أظافرها المغروزة كأنها أنياب ذئب حادة تنهش لحمي نهشًا، و ألم جذبها الشديد لجنبيّ حتى ظهرت آثار جذبها للحم كشوحي شبه أخاديد تمتد على جانبَي بطني .. جسدي على أيٍٍّ ليس ممتلئًا - إلى اليوم - بل إنه كان يميل إلى النحافة في تلكم الأيام لكن بشرة جلدي من المناطق اللحمية التي كبَشَتْها يدَي سلمى صارت منتفخة حمراء حارّة من شدّة الضغط عليها حتى إني أحسستُ أنّها ستُفرقِع كالبالون بين يديها
لاحظتْ سلمى ارتجاف يديّ الممسكتين بأطراف قميصي فابتسمتْ و أخذتْ في مصّ شفتها السفلى بأسنانها .. ثم فجأة أطبقتْ أسنانها على شفتها السفلى بينما ضغطتْ عليّ ضغطة أخرى غاشمة جعلتني أجفلُ مرّة أخرى و أنا أُتمتِم : آآآآآه حح ...آآآآآي
سلمى تعرف كيف تخفّف عنّي آلامي دائمًا .. فقط أسندتْ رأسها على كتفي و مالتْ به على وجنتي لأشعر ببرد نعومة وجنتها على وجنتي وأجدَ ترف خصلات شعرها البني الحريري المشرّب بخصلات شقراء شردتْ فيه هنا وهناك تداعبُ وجهي و يملأ حواسّي عبق ريحها الفوّاح، ليس من ريح في الدنيا أطيب من ريح سلمى قطّ!.. أغمضتْ عينيها و هي تبتسم و كذلك فعلت أنا !.. هذا ما كنّا نفعله عادة أنا و سلمى عندما نَلِجُ عالمنا الخاصّ المليء بالمباهج و النشوة و الفرح كأنّنا في حضرةِ صلاةٍ روحانية غامرة تأخذنا إلى عالم بعيييد! عالم ليس فيه وعثاء الحياة و دَغَل نفوس البشر .. وجعي يزداد مع ازدياد فرك سلمى المنتظم حتى أخذتُ في الشعور بنزرات الدم الدافئة على جنبيّ، غير أن جسمي بدا أنّه يشعر بالسعادة التي أخذتْ في إطلاقها الإندورفينات في دماغي على أي حال (تنطلق الإندورفينات Endorphin في الجسم في حال استمرار الألم لتعمل على تثبيط مستقبلات الألم في الجسم ما يحدث أثرًا مخدِّرًا في الجسم مثل المخدِّرات المورفينية، و الإندورفينات تعتبر من هرمونات السعادة عند الإنسان)، نشوتي تزداد و متعتي تطير ترتقي نحو ذروتها .. أراني مع سلمى طائرَين في أفق خلّاب غامر لا تطيق كلماتي هذه له وصفًا و لا تستطيع ..و من فرط ما أنا فيه من جلال اللحظات الروحانية التي تغمرني، إذا دمعات دافئات تنزلق على خدَيّ في إعلان من جسدي الفاني عن عجزه عن احتمال كلّ هذا الترف، هرمونات جسمي للأسف لا تزال تشتغل بقوانين دنيا الأحياء!
سلمى الجميلة تتلّقى دمعاتي تلك بطرف لسانها الذي يلعق تلكم الدمعات بحبّ و امتنان.. تُتْبِعُها بقبلة طويلة حانية ليفتح كلانا عينيه و يجد أحدَنا الآخر من جديد : ياااااه! ما أجمل تلكم الرحلة و ما أروعها! ..قالت عيوننا!

ابتسمتْ سلمى ابتسامة الاستعداد للهبوط وانتهاء هذه الرحلة .. نظرتُ أنا إليها أيضًا .. انفجرتْ يداها بطاقة عاتية من الفرك الشديد المتواصل على لحم كشوحي البائسة لأجدني انفجر أخيرًا بدفق هائل من السوائل .. يغمر سراويلي و كلّي أرتجفُ يمنة و يسرة كما ورقة شجر تلاطمتها الريح العاتية!
أطلقتْ سلمى سراحي أخيرًا و هي تنظر مبتهجة إلى أصابعها و أظفارها الملطّخة بدمي و أنا مشغول أتفحّص آثار فعلتها بي .. يا إلهي! لقد غارت أظافرها عميقًا هذه المرة .. قلتُ لنفسي و أنا أتتبّع تلكم الحُفر الهلالية العميقة في جنبيّ المضرّجين حمرة تنزّ دمًا و قد نشزتْ منها قطع صغيرة من أدَمة جلدي تمزّقت تحت وطأة أظافر سلمى ،أخذتُ ألتقطها بمحرمة ورقية بينما أحاولُ إيقاف نزيفي
- عارف! لو اقدر ما اغسلش يدّاتي و أخلّيهم كذا لِلّيل .. أشتي استمتع بشكل أظافري و هم مليانين باللون الأحمر .. شكلهن حلو! ..صح؟ .. قالت سلمى وهي تتطلّع إليّ ببراءة فاجرة!
- رجاء ما ينفعش تشوف شي .. حتى هذي المناديل لازم نشوف لهم حل .. بطّلي لك من الجنان حقِّك (أي كفّي عن جنونك هذا)
- سهل بنغسّل من دَّبة المي هذي .. و أنت خبّي المناديل بجيبك .. (دَبّة المي : حافظة الماء)
وأشارت إلى حافظة ماء حمراء كبيرة موضوعة بزاوية الحجرة .. و هو ما حدث .. كلانا أخذ يبلّل المحارم الورقية بالماء من الحافظة و ينظّف .. أخذتُ وقتا أطول من سلمى و أخذتْ سلمى تساعدني بوضع المحارم الورقية على مواضع الجروح و تضغط معي عليها حتى بدأتْ بالتخثّر شيئًا فشيئًا و توقّف النزف المستمر.. وضعتُ بعد ذلك عدة محارم فوق بعضها على أماكن الجروح بحيث لا ينفذ الدم إلى قميصي و حاولتُ أن أخفي الانتفاخ على أجنابي بشدٍّ زائد على حزام سروالي ..
كنتُ أظنُّ أنّ سلمى ستكتفي بهذا القدر من متعة اللعب .. غير أنها أجبرتني على استكمال اللعب، وبالطبع قد غلبتني بسهولة نظرًا لإنهاكي الشديد.. ما أفقدها متعة اللعب، و بالطبع لامتني على ذلك و كادت أن  تُقدِم مرّة أخرى على فعلٍ آخر لولا أنّي حذّرتها هذه المرة أنّنا قد ننفضح و قطعتُ لها وعدًا أنّها تستطيع أن تفعل ما تشاء بي في مرة قادمة عندما نكون وحدنا ..وبصراحة ندمت على وعدي هذا فيما بعد - أو أني حمدت نفسي عليه ؟؟ .. لست أدري! في الحقيقة كنت أرغب بشدّة أن نكرر هذا أنا أيضا، على الرغم من وجعي الشديد في أجنابي لكني كنتُ عاقلا كفاية لأمنع نفسي و إيّاها من أمر قد لا نحمد عُقباه بوجود أمها معنا!

خرجنا أخيرًا من حجرة المعيشة و اتجهنا نحو غرفتها .. أسرعتْ سلمى برفع قميصي و أزاحت المناديل عن جروحي و بدأتْ تنظر إليها من جديد.. كانت حقًّا حُفرًا عميقة متورّم ما حولها:
- واااو! أظافري شرّيرة من صدق! (شرّيرة من صدق: شرّيرة حقًّا) قالت و هي تفحص الجروح التي عاودت النزف ..
أشارت إليّ أن أدخل الحمام و أن أنظّفها جيّدًا هذه المرة و أعطتني لواصق الجروح من خزانتها
- طيّب والمناديل المليانة دم هذي؟ كيف؟
- سهل ما عليك !
أخذتْ سلمى الكيس الذي أتيتُ به معي و كوّمت فيه المناديل و وضعتْ به بضع كروت ألعاب فوقها
- خذه معاك وانت مروّح .. و ارمي المناديل في أطرف قمامة و لا من شاف و لا من دِرِي! .. ابتسمتْ ابتسامة ماكرة !
سمعنا صوت باب حجرة رجاء يُفتح:
- ليييش غلّقتواعلى نفوسكم؟ أيييش تعملوا؟ .. قالت رجاء بصوت حنون باسم وقد أتت تطمئنّ علينا
امتقع وجهي إذ أصلحتُ قميصي على عجالة لكني حاولتُ أن أبدو طبيعيًا.. بينما بدتْ سلمى هادئة جدًا و طبيعية:
- ولا حاجة، قلنا بس ما نشتيش نزعجِك، فقلنا نغلّق عشان الصوت!..و بعدين ضبحنا من الـgames و جالسين نشوف هذي القصص
- طيّب تحتاجوا شي؟ جيعانين و لّا تشتوا عصير؟
- شكرا ماما، و الله عادني كنت رايحة أجيب فاكهة !
- الله يحفظكم يارب .. بس ما كانش في داعي تغلّقوا على نفوسكم كان عادي 
.. لكزتني سلمى خلسة، فهمتُ أنّها تحُثُّني على الاستئذان لدخول الحمام بسرعة قبل أن تلحظ رجاء شيئًا .. خاصّة أني كنت قد أخفيت اللواصق بجيبي فور وصول رجاء بالكاد
استأذنتُ و هرعتُ إلى الحمام ..نظّفت جروحي و وضعتُ اللواصق و خرجتُ، فإذا برجاء تدعوني للدخول إلى حجرتها حيث كانت سلمى هناك أيضًا و بين يديها صحن فاكهة غسلتْها للتّو .. الفاكهة كانت مجرّد حجة لسلمى أن تحظى بفرصة لغسل يديها جيّدا قبل أن تلحظ رجاء

أشارت إليّ رجاء بالجلوس .. جلسنا جميعًا فوق سريرها الواسع .. كان بين يدَي رجاء ألبوم صور يبدو قديمًا نوعًا ما، أخذتْ رجاء تستعرض الصور، أنا كنتُ أحاول جاهدًا التركيز مع كلام رجاء إذ كانت أظافرها الرائعة تستفزّني و تشتّت انتباهي بحركاتها فوق صورالألبوم، طلاؤها الوردي الفاتن كان يقتلني شهوة ويفكّك دماغي تفكيكًا
أخذنا وقتًا لا بأس به ما بين ضحك و حسرة وأسى و ذكريات أخذتْ ترويها لنا رجاء :
- هذي سلمى وهي عادِه نُونُو ..شوف كيفها محلاها! طبعت رجاء قبلة حانية على وجنة سلمى الذي بدَا وجهها متجَهّمًا حانقًا عندما ضحكتُ أنا و رجاء من تلك الصور
- و هذي جدّتِك يا سلمى لما كانت عادِه شباب و هذا جدِك الله يرحمه
- بس أني ما اعرفوش .. اعرف جدّتي بس .. انتي قلتي انك معك سَفرة طويلة قريب .. معناتُه إني بروح أجلس عندِه كم يوم.. صح؟
- إن شاء الله .. قالت رجاء
- و هذا بابا الله يرحمه وانتي جنبُه يا ماما !.. و هذي صورتي وأني صغيرة معُة بالحديقة ...قالت سلمى و على وجهها علامات أسًى و التمعتْ عيناها بأثر دمعاتٍ واضحة ..
خيّمت علينا لحظاتُ صمتٍ رهيبة.. أخرجتنا منها رجاء عندما التفتْ إليّ:
- عارف ليش ورّيتكم هذي الصور؟ أنت زي ابني واعتبرك واحد من العايلة .. بكرة بروح أني و سلمى نتصوّر بالاستوديو و أشتيك تجي تتصوّر معاها .. عشان كمان نحُط صورك في هذا الألبوم معانا .. أيش رايك؟
صفّقت سلمى بيديها و قفزت فرحًا :
- yay! أحبّك يا ماما! أحلى فكرة! ... ابتسمت رجاء و أنا أكاد أرى دموعًا في عينيها محبوسة تلتمع و هي ترى سلمى ترقصُ فرحًا كطفلة في الثالثة، رجاء لم ترَ ابنتها سعيدة هكذا منذ وفاة أبيها .. هذا ما عرفتُه منها لاحقًا بعد سنين
- أأ كييد .. مَمَـ مأ عنديش مانع .. ألبس تياب جديدة طيّب؟  .. أجبتُ رجاء مرتبكًا
- أيوه أكيد براحتك و كمان سلمى بتلبس فستانِه الجديد اللي جُبته لها
- أكييييد .. تعال بورّيك إياه ..

أمسكتْ سلمى بيدي وجرّتني جرًّا نحو خزانة ملابسها لتعرض عليّ ثوبها و حذاءها .. كان الفستان مفتوحًا، قطعة واحدة مخيطا بحرفية عالية و قماشٍ حريريّ فاخر،بلوزة بنفسجية مزركشة مفتوحة بلا أكمام مع تنّورة زرقاء سماوية حريرية بنقوش بيضاء تصل إلى تحت ركبتيها قليلًا، كان عبارة عن قطعة واحدة كاملة، اللون فيها ينساب في هدوء من البنفسجي من فوق تدريجيًّا إلى الأزرق من عند خاصرة التنّورة ..عندما لبسته سلمى بدتْ كأنها ملاك، إذ عكست الحلّة شدّة بياض بشرتها الوردية الناصعة و جعلتها تبدو كحورية أتتْ من عالم آخر مصنوع من النّور..أمّا الحذاء فكان ذا كعب صغير فضّيًا مزرَقّ لامعًا يعكس ألوان الطيف في الضوء، أدخلته سلمى في قدميها الورديتين الناعمتين ..كانت قدما سلمى غضّتان بضّتان بيضاوان متورّدتان لهما رونق ووضاءة كباقي بشرتها الصافية الرخامية يكاد يجزم من لا يعرفها أنها قامت للتّو بوضع أحد كريمات العناية بالبشرة على جسدها و رجليها.. أصابع قدميها كانتا أيضا طويلات و إبهام قدمها كان كبيرًا واسعًا سطح ظفره كبير مقوّس مصقول يلمع لمعة لا تخطئها العين كأنها خرجت للتّو من صالون البوديكير!
 بدت سلمى في حلّتها الجديدة كسندريلا الحكاية الأسطورية عندما أخذت تدور و ترقص أمامي و ابتسامتها الطفولية تملأ الجو فرحًا، و التماعة بشرتها البيضاء تملأ المكان نورًا وعبق شعرها الناعم الطويل يتراقص في الهواء و يسلب لبّي معه..يااااه ما أجملها تلكم الفتاة! كانت حقًّا حورية مسعورة كاملة!

 في اليوم التالي ارتديتُ حلّة سوداء Tuxedo بربطة عنق بابيون (أو فيونكة..و تسمى على فكرة في اللغة الفصحى أُربة - بضم الهمزة) و ياقة مقلّمة و سترة مفتوحة، تكلّمت مع أمي في الموضوع التي فرحت جدًّا و قامت هي بنفسها بإعداد البدلة و كيّها و ضبطها لي بالشكل المطلوب .. كنتُ أشعر أني كأبله في تلكم الحلّة ! و لم أكن مرتاحًا جدًّا فيها خاصّة مع الحر الذي كنت أشعر به و أنا أرتديها :
- ما شاء الله تبارك الرحمن! .. عريس في يوم عرسه! .. سلِّم على عمّتك رجاء و اشكرها ..
قالت أمي وأنا استعدّ للخروج و أوصتني أن استقلّ سيارة أجرة حتى أصل نظيفا مرتّبا و أعطتني كيسًا أسلّمُه لرجاء يبدو أن فيه هدية لها و صندوقًا كُحليا مخمليًّا صغيرًا من تلك الصناديق التي تُحفظ بها المجوهرات :
- هذا اعطيه لسلمى و قول لها إنّه منّك هديّة لها .. تمام؟
فتحتُ الصندوق، كان به قرطان ذهبيّان صغيران على شكل قطرة ماء أو دمعة و قلادة صغيرة على شكل مصحف مفتوح محفور عليه آية الكرسي بخطّ صغير جدًّا .. ذهلتُ حقًّا من أفكار أمي الغالية رحمها الله !..بالمناسبة، فقط للتنويه .. كانت أسعار المجوهرات الذّهبية في تلك الأيام معقولة و في متناول اليد و ليس كأيامنا هذه
 .. كانت أمي رحمها الله تسعد بتبادل الهدايا مع الناس، و كانت خزانتها لا تخلو أبدًا من أشياء تنفع كهدايا دائمًا و إن خلتْ جعبتُها ممّا يمكن أن تقدّمه كهدية فإنها تُعطي من جديدِ ملابسها أو عطورها الخاصّة أو ممّا قد يصلها في المقابل من الناس من هدايا.. كما قلتُ سابقا كانت رحمها الله كائنًا اجتماعيا خارقًا!

وصلتُ بيت سلمى و أنا في شدة الإحراج من نفسي.. استقبلتني سلمى بقبلة وحضن جميل .. كانت قد ارتدتْ حلّتها و لبستْ أيضًا قرطين و قلادة صغيرة من الذهب زيّنتْ عنقها الجميل.. وقفتُ أمامها مذهولا من جمالها الأخّاذ أكادُ أشهق .. أخذتْ تنظر إليّ و تتفحّصني بعينيها العسليتين الواسعتين و هي مبتسمة ثم انطلق من فمها صفيرُ الإعجاب:
- واااو أييييش أييييش! .. أيش دي الوسامة و الأناقة يا ولد!
- هههه .. طيّب صدّقتِك!.. ما فيش داعي للشّرشحة!..عارف انّه شكلي اهبل و أنا بالبدلة هذي بس هذي التياب أمّي اللي قالت لي لازم ألبسهم.. أنا كنت بصراحة ناوي أجي في بنطلون و شميز! (شميز:قميص)
- حرام علييييك! والله انّه شكلَك حلو ووسيم بالبدلة .. تعال نسأل ماما وشوف أيش بتقول لك! جرّتني سلمى كعادتها من يدي جرًّا
كانت رجاء في حجرتها أمام مرآتها تصلح من هندامها و مكياجها .. غمرتني الدّهشة عندما رأيتُها، تعرفون ذلك الشعور الذي يتناب أحدنا- نحن الرجال - عندما يلتقي فاتنة مدهشة؟؟ ذلكم الانبهارالذي يكون أقرب إلى الفزع منه إلى الدهشة؟ وترى أحدَنا يغرق في الارتباك والتلبّك و يجفّ ماء حلقه و يمتقع وجهه و تدور الأرض به ؟ هذا بالضبط ما اعتراني عندما التقتْ عيناي بعيني رجاء! .. كان جمالها مرعبًا! امرأة فاتنة إلى حدّ الفزع! لست أملك تعبيرًا آخر أصفُ به ما رأيت!
بدت كإحدى نجمات هوليود في فستانها الحريري الضيّق ذي اللونين الأبيض و الأحمر، كان يبدي تناسق جسدها الممشوق و يكاد لا يغطي ركبتيها، شريط أسود في خاصرتها المفتولة الفاتنة مع تصفيفة شعرها المنسدل على كتفيها و مكياجها الناعم المتقن الذي أبدى كل مفاتن وجهها الأخّاذة ..ما بي ؟ الأرض تدور بي! ألستُ أرى دائما قريباتي وحتى أمّي أحيانًا في مثل تلكم الثياب عندما تكون هناك مناسباتُ أعياد أو أعراس ؟؟ ما الذي اختلف الآن مع رجاء؟ أهي أظافرها الحمراء القانية أم ثوبها القصير؟ رأيت أختي الكبرى و بعض عمّاتي و بنات عمّاتي ترتدين ثيابًا قصيرة مثل تلك في حفلات الأعراس و كان الأمر عاديا! إنْ هي إلا أظافرها الباذخة بالتأكيد ..حدّثتُ نفسي وقتذاك!
- أيش أييييش! .. أيش الحلاوة هذي كلها!.. استقبلتني رجاء و طبعتْ على رأسي و وجنتي قبلتين
- مش قلت لـَك! .. عقّبتْ سلمى، أمّا أنا فقد أردتُ من الأرض أن تبتلعني أو أنْ أختفي بلا أثر، كنتُ في وضع مزرٍٍٍ من الخجل حتى بدا وجهي كحبّة طماطم و أنا أتعرّق! خاصّة عندما استطرَدتْ رجاء:
- و الله لو انك أكبر شويه فاتني تزوّجتَك! ما شاء الله عليك!
ضحكتْ سلمى حتّى أمسكت بطنها من شدّة الضحك، أما أنا فلم يكن على الأرض وقتها أحد في مثل ما كنتُ فيه .. استجمعتُ نفسي شيئا و سلّمتُ رجاء الكيس الذي بيدي و أخبرتُها أنّه من أمّي ثم سحبتُ سلمى من يدها إلى حجرتها، أخرجتُ العلبة الصغيرة من جيبي و وضعتُها في يد سلمى :
- أيش هذا ؟
- هذا لِك .. هديّة! .. لم تكلّف سلمى نفسها حتى مؤونة فتح العلبة ،فقط قفزَتْ عليّ و قبّلتني بقوّة و فرحةُ الأطفال في عينيها حتى كدتُ أفقد توازني وأسقط أرضًا بها .. أنا بدوري شعرتُ بسعادة غامرة لم أشعر بمثلها أبدًا بعد ذلك في بقية حياتي إلى يوم الناس هذا!.. حقَّا إنّ أسعد أيامي كانت أيام سلمى!
فتحتْ سلمى العلبة و صاحتْ من الفرحة .. صلصلة صيحة بهجتها لا تكاد تغادر مسامعي أبدًا!

أسرعتْ سلمى نحو أمّها لتريها الهدية.. رجاء بدورها شكرتني بكلام كثيرجدًّا لم أعد أتذكره و سارعتْ بإلباس ابنتها القلادة والأقراط بعد أن خلعتْ عنها أقراطها وقلادتها التي كانت عليها :
- خلاص .. روحي تصوّري وهم عليكي .. تمام؟
- أكيييد .. ردّت سلمى بسعادة !
كانت رجاء قد أنهت هندامها و أخذتْ ترتدي عباءتها و نُقبتها (النقاب في اليمن يسمّى: نُقبة)، كذلك سلمى ارتدت عباءتها..
ركبتُ أنا و سلمى في المقعد الخلفي من سيارة رجاء، كانت سيارة طراز كريسيدا TOYOTA Cressidaرمادية اللون موديل 1985 أو 1986 فيما أظن لم أكن في ذلك الوقت أميّز كثيرًا أنواع السيارات لكنّي أتذكّر جيّدًا طرازها المنقوش على صندوقها الخلفي و الشعار المركوز في مقدّمها
عندما أعود بالذكرى إلى تلك الأيام أحسدُني حقًّا على تلكم اللحظات التي كنت أرفُل فيها، ما كان أسعدني و أنا برفقة هاتين الفاتنين صبيًّا صغيرًا ليس يحمل من هموم الدنيا شئ .. لم يغرق في أوحال دنيا الناس من أطماع ونفاق و شرور .. تغمرني الأمنيات و الآمال العراض و الظنون البريئة بهذه الدنيا الدنيئة.. تمسكُ يدي يدَ سلماي الغالية وتداعبُ خلسة أظفارها الباذخة.. أجمل وأترف يد على وجه الأرض كانت يد سلمى!

وصلنا إلى استوديو التصوير، استقبلـَنا شخص يبدو أنه كان بانتظارنا إذ إنّه أول ما رأى رجاء رحّب بها ترحيبًا حارًّا و أخذ يبادلها الحديث بينما كان معه شخص آخر يبدو أنه معاونه أخذ في إشعال الأضواء و التأكّد من ترتيب المكان .. أشار الشخص الأول لرجاء أن تضع عباءتها و كذلك سلمى .. ما إن كشفتْ رجاء عن وجهها الأخّاذ ..آه ..رأيتُ شيئًا خَبَرتُه جيّدًا في عيون الرجلين! أعرفُ جيّدًا هذه الوجوه المفزوعة فقد كنتُ أحدَها! .. الرجلان فجأة بدا في ملامحهما ذلك الانبهار الأقرب إلى الفزع و بدا  عليهما شيء من الارتباك بمجرّد أن خلعتْ رجاء عباءتها،  رجاء بدا أنها تعرف تأثيرها جيّدًا على الرجال! كأنها معتادة على هذا! لمحتُ على محيّاها الجذّاب ابتسامة خفيّة و التماعة أعرفُها جيّدًا رأيتُها من قبل في عيون سلمى عندما تريد أن تستفزّني و تستدرّ هرموناتي الجنسية اللاهثة وَلَهًا و عِلقة بها! الرجل المسكين أخذتْ كلماته تخرج متحشرِجة بعض الشيء على الرغم من محاولاته اليائسة أن يبدو طبيعيًّا .. لكن سحر هاتين الفاتنين صعبٌ مقاومته!
المهم .. انتهتْ جلسَة التصوير على خير ما يرام و قفلنا عائدين على وعدٍ من المصوّر باستلام التصاوير أول انتهائه من تحميضها، سيقوم بالاتصال برجاء بنفسه عندما تجهز الصّور .. اعتراني يقين قاطع وقتها بأنّه سيحتفظ بنسخة منها لنفسه!
في الطريق مررنا بأحد المطاعم أخذتْ منه رجاء بعض الوجبات الخفيفة ثم مررنا بسوبرماركت ابتعتُ أنا وسلمى بعض الحلويات وآيس كريم لنا مع رجاء.. عرّجنا على البحر ..ركنتْ رجاء سيّارتها بقرب الساحل .. لم ينبسْ أحدُنا ببنت شفة، فقط أخذ كلٌّ منّا يلعق الآيس كريم الذي في يده و استمتعنا فقط بمنظر البحر و غروب الشمس الجميل!  خرجنا من السيارة وقوفًا أمام عين الشمس و هي تلقي بآخر أشعتها على صفحة البحر و تنزوي وراء الأفق على استحياء مهيب، ثلاثتُنا نتأمل هذا المشهد الأخّاذ كأنّنا نراه لأول مرة، حسَرتْ رجاء عن نقابها وأمسكتْ بيد سلمى و رأيتُ التماعة حبِّ الدنيا كلِّهِ في عينيها..أمسكَتْ سلمى يدي بدورها و التَفَتَ كلانا نحو الآخر مبتسمًا  ثمّ شخصنا نحو عين الشمس الآفِلة، أخذ كلّ منا يهيم في هذا المشهد و تدور الأفكار برأس كلّ منّا .. كنّا نتخاطب بدون كلمات، ضغطتْ سلمى على يدي كأنّها تريد ألّا تنتهي هذه اللحظات ولا تريد من الشمس أن تغرب و كأنّها تقول اِبْقَ دومًا إلى جانبي ولا تتركني!  ضغطتُّ على يدها الناعمة بدوري لأقول لها أنا دومًا سأكونُ معكِ  ..أنتِ حياتي كلُّها!

تِلكمُ الصور التي أخذتُها مع سلمى لا زلتُ أحتفظ بها لنفسي إلى يومي هذا .. لم أحاول حتى أن أحوّلها إلى نسخة رقمية، و لم أعُدْ أُريها لأحد أبدًا .. أتطلّع إليها من حين لآخر لأنظر إلى ملاك صُنعتْ من نورالجَمَال وأنا بجانبها ممسكًا يَدَها أنظرُ إلى اللّاشيء منبهرًا فقط بذلك النور الساحر!

يقال إن سحر الماضي إنما يكتسب رونقه و بهاءه مع طول الأيام و طول مسافة الزمان و أنّ سحر لحظات سنين الطفولة والمراهقة الأولى الماضية ليست بالضرورة بتلك الروعة و البهاء الذي نتصوره، إنما هو شيء من وهمٍ تزيّنه لنا عقولنا ووعيُنا وأنّها -عقولنا- أحيانًا إنّما تُضفي على هذا الماضي رونقًا زائفًا و أمورًا لم تحدث، لتبدو الأمور أصفى و أجمل ممّا كانت عليه حقًَا، لذا تجد أكثرَنا - نحن البشر نقع في هذا الفخ الجميل الذي يصنعه لنا وعيُنا فنغدو نهذي:كم كانت تلك الأيام رائعةً جميلة! وكم كان أولئكم الأشخاص من الماضي عظماء أو ساحرين! وعيُنا إنّما هو كالطاهي الماهر الذي يأتي على طبخة بائتة فيضيف عليها مزيدَ بُهارات و بعض المكوّنات و يعيد تسخينها فإذا هي طبخة أخرى أروع طعمًا و أجمل مذاقًا! أو هو كالنحّات البارع الذي يأتي على صخرة صماء مصقولة لا ملامح فيها فيُعمِل فيها إزميله فإذا هي بهجة للأنظار و أبّهة للمكان

أتساءل أحيانًا .. أهذا فعلًا ما كان ينطبق على لحظاتي مع سلمى؟ أحقًّا إنّ عقلي إنّما كان يُزيّن لي تلك الأحداث و يُضفي عليها ما أظنّه اليوم أمورًا رائعة جدًا وقعتْ لي مع سلمى أو أمّها رجاء؟ هل سلمى ورجاء لم تكونا بتلك الرّوعة و الفتنة التي أصفُها هنا!!.. هل أنا أزيّن لنفسي كلّ هذا فقط؟؟ هل شدّة تعلّقي ووهَلي بسلمى جعلني أشعرُ بالدنيا مع سلمى أنّها أروع و أجمل؟ (الوَهَل: الفزع والروع ..َوهِل بفلان :أشتد الوله والولع به أو شدّة التعلّق لدرجة انصراف وهمه بالكلّية إليه والفزع عند لقاءه حتى يصفرَّ لونه و يرتعد عند لقائه).. أوَ لستُ أحبُّها بكلّ ذرّة من ذرّات جسدي الذي يهيم عشقًا بها و يتلذّذ بكلّ لحظة ألم تُحيل جسدي معه إلى كيان آخر.. غيرَ مادّي، لا ينتمي إلى عالم البشر، يطيرُ في كون جميل من صنع يديها الآسرتين و إشراقة وجهها الغامر و ابتسامتها الخلّابة؟ أوَليسَ كلّ مُزعة لاكـَتْها أظفار سلمى من جسدي الأرضيّ تشتاق دومًا أن تعاود شرف الوقوع تحت وطأة أظافرها الطاغية مرّة بعد مرّة بعد مرّة؟! لتـَخْبُرَ تجربة روحانية ليس لها مثيل من التسامي على وجع الجسد الفاني حتى يصير معها الوجع نفسه عنصرًا أساسيًا في تلكم التجربة يُضفي على تلك اللحظات لذّة أخرى لا يتصوّرها معظم البشر و حميميّة تبلغ بالنشوة آفاقًا عالية لا يعرفونها و لو عرفوها لقاتلوني عليها؟ ذلكم الألم الذي يشعرني.. بأني حيّ ..حيّ جدًّا، بأني موجود، بأني أنا..أنا! يعيد تشكيل حواسّي كلّها و يجدّد إحساسي بالجمال من حولي فأرى بحواسّي ما لا يراه سواي!.. أوليس يقال إنّ الألم قرين الحياة!

أوَليست آثار تلكم اللحظات الوارفات مع سلمى قابعة هاهُنا ندوبًا في جسدي الأرضي الفاني إلى يومي هذا أراها كل يوم شاهدة على روعة تلك الأيام! إذ على الرغم من موهبة جسمي المذهلة في التعافي من الجروح إلّا أن هناك جروحًا غائرة تركتها سلمي في قضيبي و بطني و عضدي الأيسر.. و حتى أليتيّ لا تزال آثارها فيه إلى اليوم!
(أليَتيّ:مؤخرتي.. الأليتان والألْيات: الأرداف وما يكون فيها من شحم ولحم)..صحيح أنها تعافت مع الأيام وكنت أشهد تعافيها يومًا بعد يوم إذ إنّي كنت لا أنفكّ أطالعها بشوق و حسرة على أيام سلمى حتى لم تعد شديدة البروز كما كانت من قبل بل معظمها اليوم آثارهلالية الشكل صغيرة تبدو أفتح في لونها عن باقي لون بشرتي و بعضها قد لا يميّزه معظم الناس إلا عند إمعان النظر ..

أتساءل أيضًا، لماذا إذا لم تفقد رجاء فتنها المرعبة كل هذه السنين؟!  حتى و هي عجوز قاربت السبعين الآن، كنتُ ألتقيتها مؤخرًا، هي اليوم عجوز .. في غاية الجمال! بالنسبة لامرأة في سنّها ..إنّها راائعة!..وجهها لا يزال مضيئا ناصعًا كما عهدتها عندما كانت صغيرة سوى شيء من تجاعيد الزمن التي لم تستطع إخفاء نعومة ملامحه و وضاءته، لا زالت تحتفظ بقوامها الممشوق على انحناءة طفيفة لا تكاد تُلحظ وبجمال شعرها الغزير الناعم، صحيح أنه اكتسى شيئا من الشيب لكنّي أجزم أنّه تحسدها صغيرات السن على غزارته و نعومته الطبيعية برغم السنين!..لا لم تعد تطيل أظافرها لكنّ يداها لا زالتا غضّتان ..كابنة ثلاثين!

لا يمكن أن أصدق أن أيام سلمى هي أقل روعة ممّا كانت عليه ... و لو كان الأمر كذلك إذن فلماذا لست أملّ من النظر إلى صوري مع سلمى ؟.. إن سلمى تبدو في تلك الصور رائعة فاتنة حقا، لم يخبُ بريق جمالها مع مرور السنين و تعاقب الفتيات الفانتات على ناظريّ عشراتٍ و مئاتٍ؟! كنتُ أتعمّد كثيرًا أن أضع سلمى في إطار المقارنة مع الأخريات لكن بطاقة سلمى كانت تطيش بأسفار كلّ من سواها ! .. لحظة !..أعرف، أعلم جيّدًا أن أول ما سيقال لي : أكيد، هذا طبيعي! أنت تهيم عشقا بها و لن ترى سواها أبدًا أجمل و لا أكمل منها! أقول : نعم، هذا صحيح لو أن هذا الحكم اقتصر عليّ أنا وحدي و لم يأتِ أحد سواي بهذا الادّعاء، لكن أن يأتي هذا الحكم من زميلات سلمى تلوكُه ألسنتهنّ إمّا غيرة و إمّا إعجابًا بحسب كلٍّ ٍ .. لا أعلم ممّن عرف سلمى تقريبًا من رجال أو نساء .. "الفاتنة الحبوبة المتمردة غريبة الطباع" ،"الحلوة الباهرة المستعصية على الفهم" ..هكذا يصفونها دائمًا!.. أجل .. لقد كسرت سلمى قلوب الكثير سواي ..و حفرتْ في قلبي ندوبًا و جروحًا غائرة لا تندمل! ألم أقُل من قبل إنّ من خالط سلمى و لو قليلا لا يمكن له سوى أن يقع في حبّها و يُقتل بجواها ؟! (الجوى: شدّة العشق و ما يكون من حزن شديد بعده).. و ..و أن يفرَّ منها بعد ذلك في الوقت نفسه ::)) عجيب! أليس كذلك؟ كلّا لا عجب! فكما قلتُ سابقًا إنّ سلمى عالم جميل أخّاذ لكنّه مليء بالغموض و التناقض لا يمكن لأحد أن يفهمه أو يحتمل المُضي في أهواله و مجاهله ..لعلّي أنا الوحيد من بينهم من وجدتُ بين أدغاله كوخًا آمنا صنعَتْهُ لي سلمى نفسُها فلم أهرب كما هرب الآخرون! .. أظنُّني بطريقة ما أحببتُ فكرة أنّي لا أستطيع فهم سلمى بل لعلّ غموضها و عدم قدرة أحد على فهمها أو تكهّن تصرفاتها هو ما أضفى عليها جاذبية خاصّة! أنا أحبّ كل شيء في سلمى، حتى إني أحبّ أنّي لا أفهمها! ، وجدتُني توقفتُ عن محاولة أن أعرف ما يجول برأسها نحوي وأستمتعَ كلّ مرة بما تفاجئُني به من تصرفات حتى لو كانت جارحة، جامحة ،غريبة أو ..أو مؤلمة جدًّا! ألَعلّ سلمى قد أحبّتني أيضًا إذ صنعَتْ لي هذا الكوخ الآمن في تلافيف عالمها الجميل؟ ربما! لكنْ .. لكنْ ..لو كان؟  فبطريقتها هي!

إنّ جمال سلمى الأخّاذ هو ما غيّر تعلّقاتي فيما بعد و رفع معيار ذوق الجمال عندي إلى سقفٍ عالٍ جدًّا أجدُ معه صعوبة في أن أُعجب بجميلة عادية إلّا أن تكون مجاملة و مجاراة للناس؟ صرت أرى جمال سلمى في الجميلات من النساء، فساعة أرى هذه تشبهها و تارة تلك أراها أكثر شبهًا بها و تارة أنظرُ إلى ثالثة فإذا بها أشبه بها.. ورابعة و خامسة !.. وجدتُني بعد ذلك إنما رأيت في أولئك شيئا من جمال سلمى في كلّ واحدة منهنّ فظننتُها تشبهها و ليست و لا تقترب! تظلّ سلمى نسيجًا وَحدَه! فهمتُ أخيرًا أنّه إنمّا صرت أرى جمال كل الجميلات من جمال سلمى! إن كنت أبالغ - ولستُ أبدًا! ..فلا أبالي بمن لا يصدّقني - فالعذر كل العذر لي ولا لومَ عليّ، أليس كذلك ::)) ؟!
بالتأكيد أنا أعترف أن هناك من الغواني من تفوق سلمى جمالًا أو توازيه أفقيًا على الأقل.. سلمى على أي حال ليست أجمل من في الأرض بالتأكيد!..لا أحد يستطيع ادّعاء أمر كهذا لأي امرأة أرضية على أي حال، أذواق البشر طيف واااسع جدًّا يستحيل الإحاطة به! غير أن الجمال الأخّاذ الحقيقي لا يختلف عليه البشر عمومًا و جمال سلمى كان جمالاً أخّاذا حقيقيّا بلا شك .. بالنسبة لي.. سلمى .. كانت أجمل النساء على الإطلاق..و هذا يكفيني!

ليس من أنثى في هذا الكون هي سلمى ..و لن تكون..
كانت هناك سلمى فقط و ليست هي أي أحد ..سلمى هي.. سلمى! و هذا .. يكفيني!

الأمر ذاته مع  ذوات الأيدي الجميلة والأظافر..إنّ جمال يديّ وأظافر سلمى و قوّتها و سحرها قد رفع من حسّي الجماليّ لليدين و الأظافر عاليًا جدًّا  حتى كوَّن عندي أصول مقاييس جمال اليدين والأظافر و معاييرها و كوَّن لديّ ذوقا معياريَّا و حسًّا مرجعيًّا لكل تفاصيل جمال اليدين و الأظافر ..لا يكاد يُرضيني إلّا معدودات على الأصابع ممن أرى في واقع حياتي أو في التلفاز أو في وسائل التواصل ..قد أجدُني أجامل هذه أو تلك في حياتي و على وسائل التواصل وأعبّرُ عن انبهاري أحيانا بجمال أظافر إحداهنّ في وسائل التواصل، فقط لأني وجدتُ نزر شبه من جمال أظفار و يديّ سلمى فيها، كما أسلفتُ، فقط من باب مجاراة الناس في ما هم فيه و محاولة لإدخال شيء من السرور عليهم لأن ذلك يسعدني أنا كذلك،  أنا حقّا أسعدُ بإدخال السرور على من حولي على أي حال!..وإني لألتمِس العذر لنفسي في هذا و أعلم أنهنّ لوعلمن ما أنا فيه لعذرنَنِي .. النساء وحدهنّ يعرفنَ ألمَ الجوى في الرجال إذ هنّ صُنّاعُه!.. قد قيل قديما :العشق امرأة!.. و أنا أقول: وهل الجوى إلا امرأة! ..والعذاب ..أليس هو امرأة! ... فكيف لا تلتمس امرأة العذر لعاشق ولِهٍ وَهِل؟! 

حفنة من الزمن .. حفنة من اللحظات.. حفنة من الذكريات! .. بين أيدينا - نحن البشر- هي كل ما نخرج به من هذه الحياة و ما دون ذلك إنما هو رمال من الزمن تعصف بنا .. تلفح وجوهنا عواصف الحياة و تُغشي بها أعيننا فلا نكاد نرى تلك الحفنة الصغيرة التي بين أيدينا من ذكريات السعادة و الفرح، و قد تكون حتى لحظاتٍ من الأسى والألم لكنها مجتمعة هي ما يشكّلُنا، هي ما يصنع هويّتنا، هي ما يجعلنا "نحن"! ..هي كنزنا الحقيقي الذي نخرج به من الحياة.. و لو تركناها تفلت منّا أو حتى لو رميناها من بين أيدينا مدّعين أنها لا شيء أو لا قيمة لها، لم يبقَ لنا شيء و لذهبنا هباءً مع رياح الزمن نتلاشى مع عواصف الحياة و لا يبقى لنا من أثر!

لذا و برغم كل ما قد يقال و للأسباب التي ذكرتُ فإنّي سأظلُّ متمسّكًا بهذه الحقيقة التي جعلتني ما أنا عليه و لا زالت وقودي لِما بقي لي من أيامٍ في دنيا الناس ..ستظل تلك الأيام حقا أروع من أن تستطيع كلماتي و حكايتي تِهِ أن تصفها .. لم تكن سلمى في حياتي يومًا طيفا ..أنا بدونها لست سوى رسم جسد في دنيا الرسوم تِه.. لم يكن طيفها الذي ظلّ يأتيني من حين لآخر، لم يكن وهمًا زيّنه لي خيالي .. إن يكن في حياتي من حقيقة :فهي سلمى ..هي أصلب حقيقة عرفتُها في حياتي .. مَن يدري، ربما كنتُ أنا ذلكم الطيف الذي كان يدور حول سلمى!

يتبع...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى 10 .. حفلة تشويف

قصتي مع سلمى .. أيام الدراسة

سلمى 12 .. ذِلــَّــة .. ولـــذَّة (الجزء الأول)

قصتي مع سلمى 3 .. أم سلمى

سلمى 7 .. متعة من نوع مختلف ! أعمق أسراري

للتواصل معي

أول مثال على خصائص ظفرية مثالية

المثال الثاني ليدين و أظافر تامة التألق و الجمال !