قصتي مع سلمى 4 .. البداية 1
- لمّا كان عمري يمكن ست أو سبع سنين أو يمكن أصغر كمان ..أكيد مش فاكر ..كان يعجبني أدخل الحمام و اتغسّل لوحدي وكان يعجبني ألعب باللَّي حق المي (اللَّي :خرطوم الماء) ..
هكذا بدأت بسرد حكايتي لرجاء ..
كنت صغيرًا أستمتع حقا باللعب بخرطوم المياه الذي كان في حمام بيتنا الكبير في مسقط رأسي .. كان يستهويني منظر تدفّق الماء من الخرطوم وأنا أقوم بزيادة ضخ الماء فيه أو حبس الماء في طرف الخرطوم بأصابعي ليخرج من فتحة صغيرة بين أصابعي بضغط عال ليكون تيار ماء متدفّقا بقوة ..
اكتشفت مع الوقت أن تسليط هذا التيار المتدفق على بطني وأعضائي الحساسة كان يسبب لي نشوة غريبة .. يبدو أنّه الدوبامين! (الدوبامين هو الهرمون المسئول عن السعادة والنشوة عند البشر، يفرز في الأصل للمحافظة على رغبة الإنسان في البقاء .. لكنه أيضا المسئول عن الإدمان إذ يتم إفرازه بشكل مفرط عند تعاطي الإنسان للمخدر ما يسبب نشوة عارمة عند المدمن يظل يطلبها مرة بعد أخرى، وهو المسئول أيضا عن الشعور بالحب .. الحب من الناحية الكيميائية عبارة عن حالة من حالات الإدمان!)..
تلك النشوة دفعتني إلى التقدم خطوة و تجربة أن أقوم بإدخال فوهة الخرطوم في عضوي الصغير .. كان ذلك يشعرني بلذّة لم أدرك كُنهها في ذلك الوقت .. لذا صارت عندي عادة و لعبة جميلة استمتع بلعبها من حين لآخر
ضبطتني يوما أختي الكبرى وأنا أفعل ذلك .. بالتأكيد لم يكن لديها الوعي الكافي لتوجيهي التوجيه السليم و صرف انتباهي عن هذه العادة بطريقة مناسبة .. بالتالي كان تصرفها المتوقّع أن تقوم بتعنيفي بشدة و حتى ضربي دون أن أدري لِمَ و لماذا!!؟
النتيجة المنطقية .. استمرار متلازمة "الممنوع مرغوب" العتيدة المعروفة لدى الجميع والعمل خلسة بعيدا عن أعين الناس و بدء تحوّل العادة إلى حالة أوليّة من الإدمان!..
بعض التعديلات على تلك اللعبة الغامضة لم يكن به بأس! ..إدخال فم الخرطوم وتغطية العضو بالكامل .. الخرطوم بلاستيكي مرن و طري .. لم لا أقوم بالضغط عليه لأرى ما قد يحدث؟ .. آوه ..واااو .. شعور ظريف! .. هكذا كان عندما كنت بذلك السن الصغيرة ..
كنت ألعب مع تلك الفتاة اللطيفة في البيت الملاصق لنا.. كانوا أقاربنا ولم يكن يفصل البيتين إلا مدخل صغير .. لذا كنت أقضي أوقاتا عندهم وكانت تأتي لتقضي أوقاتا عندنا .. و هو الأكثر .. لا أذكر بالضبط كيف وصل بنا الحال أن صرنا نلعب تلك اللعبة مع بعضنا البعض بطريقة أن تقوم هي بفتح سروالي و مداعبة عضوي .. لم تكن أظافرها طويلة بطبيعة الحال و كانت المداعبة تقتصر على الضغط المتكرر على القضيب.. و تم الاصطلاح على تسمية تلك العملية فيما بيننا بلفظ (التشويف) .. لا تسألوني ما معنى هذا اللفظ أو كيف اخترعنا هذا اللفظ .. فقد كنّا صغارا حقا!
كانت أحيانا - إذا كانت الفرصة سانحة و اختلينا ببعضنا - تعرض عليّ ذلك .. تقول بشغف:
- هيّا نشوِّف ؟! (بكسر و تشديد الواو)
.. و يكون ذلك من دواعي سروري! حيث تقوم بأخذ عضوي بين أصابعها الصغيرة وتبدأ بالضغط عليه بين سبابتها وإبهامها ضغطا متكررا حتى يبدأ عضوي بالانتصاب شيئا فشيئا! كان هذا يسعدنا و نظن أنها لعبة لطيفة ولم يكن الأمر يتعدى ذلك!
كانت هناك صديقة أخرى ، جارة لنا من الحي و كانت تأتي إلى البيت برفقة أمّها من حين لآخر، كنت طفلا مدللاً شيئا ما إذ كنت الصغير الوحيد لدى أمّي فأقرب إخوتي سنا لي يكبرني بعشر سنين تقريبا ذلك أن أبي كان مسافرا خارج البلاد بحكم عمله ولم يكن يأتي إلّا في العطل فقط ، فمن الطبيعي أن آتي متأخرًا بعض الشيء!
كنت أحظى بالألعاب الغالية كهدايا من أبي كلّما أتى أو كلّما أرسل لأمي وأهلي عبر البريد أو مع من يأتون من معارفنا من حين لآخر، حقيقة أنا ممتن و شاكر لله أنّ الذي رباني حقاً هما جدّي وأمي رحمهما الله وليس أبي.. إذ حظيت من جدّي شيئا من حبّه للقراءة وأخذت شيئا من ثقافته الواسعة وكذا حبه للموسيقى مع شدة التزامه بالدين، لذا نما عندي الحس الديني ومعرفة الدين الحقّ بجماله وكماله .. كنت محبا للمسجد بقدرحبي للموسيقى والقراءة والرسم ولم تحدث عندي تلك الازدواجية التي تؤدي إلى التطرّف من جهة أو إلى الانحلال الأخلاقي من جهة أخرى!
أعترف أن التزامي فيما بعد اعتراه شيء من التطرّف خاصة مع انتشار موجة ما سُمّي وقتها "بالصحوة" و كان أن انتشرت تلك الأشرطة والمحاضرات التي كانت تحرض ضد الفن والموسيقى .. كان انتقادهم للموسيقى و الفن من جانب له وجاهة ألا و هو الانحلال الأخلاقي المقرف الذي يعتري أهل هذه الصناعة لذا فقد استطاعوا إقناع الشباب المتحمس! ..عندما كنت في سني مراهقتي الوسطى و كان جدي رحمه الله يحذّرني أن هذا مجرد هراء لا علاقة له بصحيح الدين و أن انحلال أهل الفن و الموسيقى لا يبرر أن نترك الجيد منها ونحن ملتزمون بديننا و قيمنا .. لكنها الصحبة .. نعم كانت الصحبة في الحي و في المسجد من تأثرت بها..لم يكونوا أشخاصا سيئين كما قد يتبادر إلى اذهن ، بالعكس كانوا شبابا ذوي أخلاق و أولاد أصول لكنهم تأثروا بتلك الموجة كما تأثرت و لست نادما على تلك الصحبة التي أعتبرها صحبة جيدة في العموم فقد حببوني إلى بيوت الله و إلى القرآن و أعانوني على حفظ بعض أجزاء من القرآن فأنا ممتن لهم .. هم فقط تأثروا بتلك الموجة كما تأثرت أنا! لا تزال تربطني ببعضهم علاقة طيبة ..نعم لقد تركوا خلفهم تلك الأفكار المتطرفة كما تركتها أنا!.. ي الحقيقة إنّ ما أعادني سريعا إلى الجادّة هو حصيلة قراءاتي وعودتي إلى تلك المكتبة العتيدة التي خلفها أبواي، صدمت في البداية إذ كان المتكلمون في تلك الأشرطة رجال أعلام لهم مكانتهم عند الأمة - ولا يزال بعضهم كذلك .. و سقط الكثير منهم و فضحهم الله على رؤوس الأشهاد و الحمد لله - و أنا لا زلت أكن لمن أحسبهم مخلصين منهم كل تقدير وحب واحترام بلا شك! و إن اختلفت معهم في بعض القضايا – ما المانع؟!.. لقد كان مكان ما في عقلي يرفض بعض ما يقولون ..خاصة فيما يتعلق بالفن والموسيقى تحديدا .. ليست كل الموسيقى شرّا !!! ليس كل فن عبثا !! هذا ما علّمنيه جدي .. هذا ما كنت أقرأه عند كبار المفكرين .. لكن هؤلاء الذين في الأشرطة علماء و أفذاذ أيضا !! محال أن يأتوا بما يخالف شرع الله !! أخذت وقتا حتى بدأت أستجمع شتات اتزاني الفكري لأجد الحل بعد ذلك .. الحل الذي كان قد وجده جدي من قبل لكنه آثر رحمه الله ألا يلزمني به وألا يلقنني إياه حتى أصل إليه بنفسي و باقتناعي وبعقلي وفكري أنا ..رحمك الله يا جدي رحمة واسعة ..
لكن ما أشعرني حقا بالندم أني تأخرت فلم أجد الفرصة لشكر جدي رحمه الله إذ توفي و أنا كنت بعد مقتنعا بتلك الأفكار .. لم يتخلّ يوما رحمه الله عن تلك السجادة التي حفر في أطرافها آثار جبهته و قدميه من القيام و السجود فيها و لم يتخلّ يوما عن عُودِه ولا عن كمانه العتيد الذي حفر في مقدمه و في أطراف ذراعه آثار ذقنه وأطراف أصابعه التي كانت ترقص بمهاره على ألحانه عازفة أجمل الأنغام
أبي كان شخصا صعب المعشر قليلا و لم يكن كأبيه هادئ الطباع لينًا، ولا محبا للحديث ولا للنقاش .. كان ما يقوله هو الصواب دائما و بلا جدال أو نقاش ولا كثرة حوار !!! لكنه بلا شك كان جامعًا جيدًا للكتب كأبيه غير أنّه لم يكن قارئا إلّا قليلا !!! كان الذين يقرأون هم جدي وأنا وأخي الأكبر، أبي فقط كان يهوى شراء الكتب و الاطلاع عليها قليلا ثم يرميها ليشتري غيرها و هكذا..
أعود لحكاية جارتي الصغيرة .. كانت جميلة حلوة المعشر و كنا نلعب سويا بألعابي الكثيرة، لم أعد أتذكر من كان منا ذلك الشيطان الصغير الذي عرض تلك الفكرة من جديد على الآخر أو كيف أتت أصلًا .. أفي سياق حديث أم صدفة ! المهم أنّها مارست معي تلك اللعبة أيضا .. بيتنا كان كبيرًا و لم يكن أهلنا موجودون في غرفة اللعب وكان بتلك الغرفة شرفة مطلة على الجبل ومن أسفل لم يكن هناك الشارع إنما الفناء ما بين بيتنا وبيت أقاربنا وكانا مغلقين على بعضهما .. كنا نجلس أمام تلك الشرفة لنلعب لعبة التشويف .. كانت هي شريرة بعض الشيء و كانت أظافرها غالبا غير مقصوصة إهمالًا وعندما كانت تمارس الضغط على عضوي كانت حقا تستمع بذلك إذ كنت أراه جيدا في عينيها الصغيرتين ولا زلت أتذكر ذلك! كانت أطراف أظافرها الصغيرة تؤلمني ولكن ذلك كان لا بأس به إذ كان يمتّعني حقا فهرمون الأدرنالين كان يعمل جيدا مع الدوبامين على ما كان يبدو!!! كانت هي تقريبا بسني لم تتعد الخامسة أو السادسة من العمر أو لعلنا كنا أصغر! .. لا أتذكر..
إذن.. كانت تلك هي الفتاة الثانية ! ماذا عن الفتاة الثالثة ؟
الثالثة .. آه .. الثالثة هي حكاية أخرى و لن أحكيها هنا بلا شك .. كانت الألطف والأجمل والأقرب إلى قلبي و ... و لا تزال ..ولم ألعب معها تلك اللعبة أبدًا و لم أكن على ما يبدو أنّي كنت حقا بحاجة إلى تلك اللعبة .. كنا نستمتع باللعب وقضاء وقت جميل في الحديث واللعب و عمل الكثير من الأشياء ولكن.. ليس تلك اللعبة حتما ..!
أهناك فتاة رابعة طيب ؟ .. نعم هناك فتاة رابعة بلا شك! وهي أيضا كانت حكاية سأرويها هنا
.. يتبع
تعليقات
إرسال تعليق