سلمى 8 .. حورية مسعورة

نقلته إلكترونيا في وقت ما من سنة 2013 ..نقحته وعدلته بتاريخ 8/05/2017  و نشر بتاريخ 18/07/2018

لا شك في أن سلمى كانت حورية مسعورة كاملة الأوصاف - على حد تعبير نابوكوف في روايته المثيرة للجدل (لوليتا) .. لوليتا باختصار لمن لم يقرأها رواية تحكي قصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها يقوم شخص خمسيني مهوّس جنسيا بالمراهِقات من أعمار التاسعة إلى الرابعة عشر باستغلالها (يسميهنّ الحوريات المسعورات و له مواصفات وشروط يجب أن تتوافر في الفتاة حتى تكون حورية مسعورة على حد تعبيره)

تعالج الرواية اعترافات السيد همبرت بعشقه الشاذ للفتاة لوليتا و تغوص في أعماق صراعه النفسي حتى يظهر لنا كضحية قامت تلك الحورية المسعورة باستغلاله هو ! -  تم إخراج الرواية للسينما في عامي 1965 و عام 1997 لنفس اسم الرواية (Lolita) لكني لا أنصح أبدا بمشاهدة الفيلم ما لم تكونوا قد اطلعتم على الرواية لأن الفيلمين قد شوَّها كثيرا في أحداث الرواية الأصلية التي تحكي مكنونات مشاعر السيد همبرت الجنسية بدقة عجيبة و مع لغة أدبية راقية أيضاً! .. وإن كانت نسخة عام 1997 أقرب إلى الرواية كثيرا من النسخة القديمة لذا إن كنتم لا ترغبون أبداً بالاطلاع على الرواية فيمكن مباشرة الذهاب إلى الفيلم الذي يحمل هذا العنوان بنسخة عام 1997


أعود فأقول .. كانت سلمى هي (لوليتاي) أنا!! غير أني لم أكن ذلك (المستر همبرت) المجرم المغتصب الشاذ! ..
مالكم تنظرون إليّ هكذا ؟؟! نعم .. أنا لست مثله ولن أكون يوما بحال هكذا .. ليس لأني أتقارب في العمر مع سلمى ، و لا لأني لم أرغب يوما في جسد سلمى الغض البض الجميل (على حد تعبير مستر همبرت!).. بل لأني كنت أنظر إلى سلمى دائما كصديقة حميمة أُحِبّ أن أُفضي لها بأسراري و مكنوناتي .. أو فلنقل أني كنت كتابا مفتوحا لها .. السيد همبرت انتهت حياته بعد فراق لوليتا بفترة قصيرة لأنه قام هو نفسه بفعل ذلك بطريقة غير مباشرة و لم لو لم يفعل أو لو كان نجى بفعلته و عاش بعد ذلك (و هذا ليس منطقيا على أي حال!) لأنه كان على مؤلفه نابوكوف حتماً أن يبحث له عن لوليتا ثانية و ثالثة لأن هذه هي طبيعة السيد همبرت و لا يمكن بحال أن يكون غير ذلك، أما أنا فقد كانت سلمى (لوليتاي) الوحيدة .. كانت هي (لوليتاي أنا!) و هي فقط! لم يكن بعد (سلمى) سلمى أخرى!  .. ولن يوجد! .. و لكن هل كانت سلمى كلوليتا حقاً ؟!...هذا سؤال آخر، بالنظر لكونها حورية مسعورة كما أسلفتُ فنعم ، و كذا من جهة تلاقي طباع سلمى مع لوليتا .. لم لا؟ نعم لقد كانت سلمى تشبه لوليتا كثيراً - و أنا أقصد هنا سلمى الشخصية الحقيقية التي قابلتُها و عشتُ معها حكايتي هذه التي بين أيديكم.. تعلمون أن اختياري لاسم سلمى كان من قبيل الاستعارة حتى لا أُفصح عن اسمها الحقيقي .. ذلك الاسم الذي كلما سمعَتْه أذناي أو صادفَتْ أنثى تحمله تنتابني تلك الرعدة و القشعريرة في بدني كلَّه و يقفز قلبي ككرة التنس فوق مضرب اللاعب المحترف لا أملك لذلك من أمر نفسي شيئا!  .. سلمى كانت حقا لوليتا بكل غموضها و تشابك نفسيتها العجيبة التي أجزم أن أحداً لم و لن يستطيع أن يسبر أغوارها لأنه بالتأكيد سيجد نفسه قد هوى في هوّة عميقة أو خاض غمار غابة أمازونية متشابكة الأشجار مترامية الأطراف لا يدري سبيل الخروج منها!
هنا قد يقول قائل متفلسفا ! : إيه يا هذا ! لماذا تسرق الأفكار من تلك الرواية العظيمة ؟؟ ألا يوجد لديك ما تنفتح به قريحتك ؟ .. بالتأكيد لن أرد عليه .. تعلمون لماذا ؟ لسببين بسيطين جدا .. أولهما : أن سلمى حكاية واقعية جرت أحداثها معي حقا و ليست من نسج الخيال كما لوليتا (مع أن لوليتا لها أصل طرفٍ من الواقع الذي اعترف به نابوكوف بعد ذلك عن شرطي أمريكي معاصر لنابوكوف انتشرت حكايته مع طفلة كان يعذبها و يغتصبها وأثارت الرأي العام وقتها)
و أما السبب الثاني هو أن هذه الافتتاحية التي بين أيديكم لهذا الفصل لم أكتبها إلا مؤخرا كاستدارك و تعليق على رواية لوليتا التي أثّرت فيّ حقا و أحببتُ أن أعقَّب عليها هنا .. و صدقوني لم أقرأها إلا مؤخرا (لعله الشهر الماضي من تاريخ هذا المنشور) مع أنها كانت بحوزتي من سنين و بالطبع كنسخة إلكترونية و ليس كنسخة مطبوعة! و هذا أمر استغربته حتى على نفسي فكما تعلمون (أو لا!) أني قارئ نهم منذ نعومة أظفاري و لم يكن يمر عليّ شاردة كتِه إلا و قد ارتشفتُ منها أو قد أكلتها و خاصة إذا كانت لكاتب روسي! .. إيه! أعرف جيداً أسلوب الأدباء الروس في تلكم الروايات التحليلية لنفس البشر! و هذه بالتأكيد لن تكون بدعا! لعلي حدثت نفسي هكذا! أو لعلّي كنت كلما آتي لأقرأها أقول ليس بي طاقة لوجع الدماغ الذي تسببه مثل تلكم الروايات لي بعد الانتهاء من قراءتها و ليس بي من حول لهذه العواصف من التساؤلات و التحليلات التي تتقافز إلى ذهني بعدها ، صحيح أن ذلك كان في السابق عندما كنت مراهقا كان يسبب لي نشوة عارمة و متعة لا توازيها متعة إلا لمن جرّب و عرف .. لكن الآن! .. بعد مثقلات أدران الحياة، فإن ذلك حِمل آخر ليس عندي من صفاء الذهن ما يتسع له!.. أو لعلّي - هذه الأيام - صرت كسولا ولم يعد عندي هذا الشغف بالقراءة كما كنت سابقا.. بالتأكيد الأوضاع و الظروف التي نمرّ بها هذه الأيام و كذلك بلوغي سن (اليأس عند الرجال) كما يقولون! نعم صرتُ الآن كما يقال (ربِّ أوزعني!).. يااااااه! كيف تمر الأيام والسنون! و لا أخفيكم أني لم يعد شيء يهمني ، بل إني قد سئمت تكاليف الحياة حقاً .. و أنا أدعو في صلاتي كل يوم وليلة أن يتوفاني ربي ما علم ذلك خيراً لي ... و الله كما أقول لكم !.. أدعو فقط بشطر الدعاء المتعلق بالموت و أسقط شطره الآخر المتعلق بالحياة .. لست حقا متعلقا بالحياة حتى لو كان في استمراري بالعيش في دنيا الناس ما قد يشي بأنه خير لي - ولست أُغفِل أن الأمر لله كلّه على أي حال!- يكفيني من حياة الناس ما يحفظ لي تماسكي وصلابتي بين الخلق .. ما يعنيني أن أظلّ بينهم ذلك الشخص الوادع الودود الجميل المعشر الطيب القلب .. على أي حال فإني قد أخذتُ من عالم سلمى حظّي من الحياة و من السعادة .. صرتُ أجترُّها قوتا أتقوّت به بقية أيامي في دنيا الناس على هذه الأرض إلى أن يختار ربّ الوديعة وديعته ، و الذي أرجو أن يكون ذلك قريبا جدا و أشد ما أخافه أن يكون أبعد مما أتصور ، فلم أعد ذلك الشخص الذي تحدث له أمور رائعة في حياته بعد الآن!.. لم أعد ذلك الشخص الذي يمكن أن يكون ذا آمال و أحلام عريضة .. أصبحتُ مجرّد بقايا إنسان حالم ..  لمَ لا ؟ لعلّني علقتُ في عالم سلمى و لم أستطع الخروج منه حقا.. تريدون أن تحللوا حالتي النفسية وتثبتون أني شخص مريض مهوّس و الدليل هذه الكلمات التي أهذي بها الآن؟ .. لكم ما تريدون ! و لتطِبْ بذلك أنفسكم !! ..
يقول الفلاسفة أن أجمل شيء في الطفل هو خصوبة حس الانبهار و الدهشة لديه ما يجعل من الأطفال عباقرة لا يدرك عبقريتهم إلا كبار العباقرة والفلاسفة.. فعبقرية العباقرة أتت من بقاء هذا الحس لديهم خصبا بعد أن تقدموا في العمر ما جعلهم ينظرون إلى العالم بعين غير أعين بقية الناس! .. لكني فقدت حس الدهشة و الانبهار بالأشياء من زمن بعد أن تلقيت في حياتي من الإحباط و الخيبات الكثير

.. لم يحدث في حياتي بعد أيام سلمى الكثير مما يبقي لديّ حسّ الدهشة و الانبهار عاليا، لا تأتي الأمور على ما أخطط لها و لا على ما أتخيلها .. و لااااا مرة تقريبا و لاااا مرة! .. واقعي دائما كابوس أحياه ، أسوأ من كوابيس عالم الأحلام .. في الحقيقة إن الواقع هو أسوأ كابوس يمكن أن يحدث لأحدنا قطّ! ألم أقل أني شخص لا تحدث له الأمور الرائعة في حياته!
كل شيء فقد بريقه بالنسبة لي .. لم أعد أنبهر بشيء صدقاً .. تعبيراتي و كلماتي عبر صفحتي على الفيسبوك مجرد مجاراة لما عليه آخرون لا يزالون يجدون متعة و رونق هذه الحياة الجميلة، أو هكذا هم يتظاهرون؟ بالتأكيد بعضهم يفعل! .. أشخاص لا تزال تحدث أمور رائعة في حياتهم أو يترقّبون!
ما لكم تنظرون نحوي شزراً ؟! .. أرجوكم فلتفهموني! أنا أعلم أن هذه الدنيا جميلة حلوة خضِرة و فيها من المتع و الإبهارات الكثير و الكثير .. و أعلم أن هناك من الناس من يستمتعون و يفرحون بها و يحبون أن يعيشوها بحلوها و مرّها .. أنا لست عدوا للحياة و لا للحيوية و الانطلاق والعيش و البناء و التمتع بلذة و بهجة الحياة و النجاح فيها .. أبدا لست كذلك بل بالعكس .. أفرح لهم و أشدّ على أيدهم جميعا و أتمنى لهم الخير كلهم بلا استثناء ، بل و أحاول أن أنشر بينهم الفرحة والسرور و الطاقة الإيجابية ..لا أكنّ في قلبي الصغير لأحد إلا أمنيات الخير والسعادة و الفرح ! (مع أني لا أومن بحكاية الطاقة الإيجابية و السلبية هذه كثيراً بالطريقة التي يتم طرحها بها هذه الأيام على مختلف وسائل الإعلام والتواصل من قبل بعض الدجالين بل إني كافر بالكثير من تلك الترّهات حقاً ..و ما يُدّعى عبثا أنها علوم محترمة معتبرة .. كفاهم هراءً! .. هناك طاقة إيجابية و أخرى سلبية نعم .. بالمعنى النفسي و السلوكي .. لكن ليس كما هو مصور لنا في الكثير من الكتب و وسائل الإعلام والتواصل! هي تجارة رائجة هذه الأيام أجّج نارها سخافة الناس وفراغهم الروحي و سطحيتهم و ماديتهم المفرطة ما أخرجهم عن إنسانيتهم، إلّا قليلاً!)


الأمرببساطة أنه أنا .. أنا الذي لم تعد هذه الحياة تتحفني بإبهارها وبهرجها! أنا .. مع أني والله لست كارها لها أبدا و لكني .. كما قلت لكم .. فقط شخص توقفت الأمور الرائعة عن أن تحدث معه.. ببساطة!!
مع هذا كله و خلافا لما يقوله الفلاسفة و علماء النفس .. لا أزال أزعم أن ذلك الطفل أو فلتقولوا المراهق إن كان هذا يطيب لكم- أيضا لا يزال حيا فيّ بل و يتجلّى دائما في كلامي و تعبيراتي و مزحاتي مع من حولي و في الكثير من تصرفاتي، يُفصِح بذلك لي من حولي دائما بل و يتذمرون أحيانا منه إن كانوا في أمزجة معكورة! حتى إنهم ليستغربون أن إذا حاولت التحدث بجدية أحياناً إذ أن سمعتي لديهم ليست بتلك التي تشي بالجدية بحال :) .. لكني - مع ذلك طفل محبط خائب الأمل يائس ..لذا فقدت حس الدهشة الجميل! و من يفقد حس الدهشة والانبهار تماما فإن الحياة تصير عنده حقا عبئا ثقيلا مملًّا لا سعادة فيه و لا أمل و لا حتى متعة أو لذّة! أنا صرت أعلم تماما أن أحلامي الطفلة و المراهقة و مِن بعدِها الشاب حتى الكهل منها - عن أحلامي أتكلم!-  أنها كلها لن تتحقق و أنها ليست شيئا و أنها ضرب من المستحيل مع أنها كلها من أول الطفولة و حتى الكهولة مجرد  أمور بسيطة و متاحة للكثير و متحققة أصلا في حياة كثير من الناس فيما أظن و ليست أمورا من أساطير ألف ليلة و ليلة أو آمالا عراضا تحتاج دهورا من الكد والجهد للوصول لها .. هي (أحلامي!) ببساطة واقع عند غيري .. لكني أيقنت أنها لن تتحقق لأنها ببساطة ضرب من المستحيل في حقّي أنا.. أنا! .. يبدو أن فيَّ نرجسية معكوسة :)


لكن يبقى السؤال الذي يسدح نفسه سدحاً :) لماذا هي كذلك؟؟ .. لأسباب عدة و لكن أهمها ..و.. و أتفهها في نفس الوقت ..هي أني ببساطة ذلك الشخص الذي لم تعد الأمور الرائعة تحدث له !! -_-


فكيف يمكن إذن أن تحدث لي أحلامي و آمالي واقعا أراه و حتى إن تحدث فبعد ماذا ؟! بعد أن صرت كهلا في الأربعين ؟؟! هههه فات الأوان أصلا! .. أرجوكم (هل لا زلتم معي؟) .. أرجوكم لا أريد أن أسمع تلك المقطوعة البلهاء التي تتحدث عن العزيمة و الطموح والجد و الاجتهاد و التفاني والمثابرة و التفاؤل و تفاهات كلمات متحدثي التنمية البشرية و وعاظ وسائل التواصل و أهل خرافات الطاقة الإيجابية و العلاج باليوجا والريكي و أمثالها من تلكم العلوم التي تؤلَّف فيها المؤلفات البلهاء الجوفاء لتبيع أكثر و تضيّع وقتا أكثر على عدد أكثر من الناس و تشبع أجوافهم هباءً و خبالا و.. و خيالا!) و أن الله يساعد من يعمل بجد لتحقيق حلمه و ليس على الله مستحيل و و و .. أعرف كل هذا و لكن كل ذلك أولا: لا ينطبق على أحلامي أي أن أحلامي ليست ميدانا له أصلا (و كي أشرح ذلك أحتاج لرواية طويلة أخرى!)..  و ثانيا :هو مجرد كلام يبثه الناجحون و الأثرياء والنخبة أو أولئك الدجالون الذين يرتزقون من بيع الكلام و الوهم للقطعان وأجيال التيه والقهر ليسكتوا به وجعها و حسرتها ..أولئك المحسورون الذين توقفت أن تحدث لهم أمور رائعة في حياتهم لأنهم هم أيضا توقفوا عن البحث عنها لا ليأسهم فحسب وإنما لعلمهم أخيرا بألا جدوى، و لم يعد أحدهم يعير لها بالاً ، فهي ترف زائد لا حاجة لهم به!(و هم عندنا في هذه الأرض المسماة باليمن كُثُر جمّ جدّ جمّ و الله!) أولئك المساكين الذين أكلت الحياة منهم لتعطي آخرين أحلاما وآمالا من مستوى آخر ليس يخطر ببال أولئك! .. مقهورون تائهون كقوم موسى عند فرعون غير أن فراعينهم ليست سوى أنفسهم البائسة المقهورة المشبعة ذلا و مسكنة و قهرا ..دعكم من فراعين أخر.. ليسوا يعنوني هنا!..آآه.. يبقى هولاء و أولئك قطعاناً مقطعنة و معهم أولئك النفر الذين هم أيضا مقطعنون كما هم و لكن دون أن يشعروا و كلهم على أمل أن تحدث تلك الأمور الرائعة لهم يوما ما .. منهم من حدث له أمر أو اثنين من نوافل الأمور الرائعة ما جعله يطمع في المزيد و منهم من ينتظر! منهم من استحالوا وحوشا أشباها للبشر غير أن دواخلهم قد تشوهت كلها و أصبحوا مجرد كيانات شريرة! و إن بدت وجوههم براقة لامعة.. نعم هم كذلك .. انظروا إلى شعوب العرب البائسة!
..انظروا إلى تقطب وجوههم وعبوسها .. و انظروا إلى الشر القابع وراء وجوه الكثير من شعوب الخليج بالرغم من بريق النعم الزائف ... أمعنوا النظر جيدا في الظلمة والخواء القابع وراء وجوه مشاهير وسائل التواصل على الرغم من الجمال و الرونق الذي يزغلل العين و يذهلها..انظروا حواليكم .. ألا ترون ؟؟؟! أهؤلاء يؤمل في وجوههم خير؟؟ ..كفاكم هراءً ..و لتصبوا عليّ قار سخطكم إذ لم يعجبكم قولي هذا إذ ليس لكم إلا أمثالي تشطّرون عليهم هه!


أما أنا .. أنا .. أنا الشخص الذي صار موقنا أنه قد توقفت الأمور الرائعة عن الحدوث له ! أو لست قد بلغت الأربعين !! فماذا بعد؟! و من أراد أن يعتقد أن هذه أزمة منتصف العمر أمرّ بها فليكن! غير أن هذا لن يغير من الأمر شيئا كذلك! سأظل ببساطة ذلك الشخص الذي توقفت الأمور الرائعة عن أن تحدث له !
على أي حال يكفيني أن أكون جزءاً جميلا من حياة أحدهم! .. هذا بالمناسبة سبب آخر لم أحدثكم عنه بعد! .. أنا على أي حال لم أعد أحيا حياتي أنا و لم أعد أتوشح بتفاصيل حياتي .. صرت مجرد شخص في حياة الآخرين من حولي .. لذا فأنا أحاول أن أكون مصدر إسعاد و إبهاج لهم! و حتى كتابتي لهذه الكلمات و لحكايتي هذه مع أثيرتي الغالية سلمى ليست إلا من هذا الباب أيضا - وإن كنت أهرب بها أيضا إلى حياتي الحقيقية مع سلمى .. لعلي أتحدث عن هذا لاحقا


على أي حال يبدو أني أتعبتكم و أزعجتكم بحديثي المملّ هذا - عفوا فلست أظن إلا أني أكتب لنفسي و حسب! و ليس يقرأ هذه الكلمات سواي أيضا! وإذا كنتَ شخصا سواي تقرأ الآن فلتسامحي - رجاءً - إذ أزعجتك بحديث نفسي هذا ..هو شيء من بخار ينفذ من قدر مضطرم بداخلي و لعلي أفرده في مقال منفصل حتى أتيح مساحة أكبر لحكايتي الأثيرة مع سلمى .. و على أي حال شكراً لفضاء الإنترنت و وسائل التواصل الجديدة التي أتاحت لي (و لأمثالي) أن أبوح ببعض ترّهاتي و هذياني مع نفسي كمن يهذون و كمن يهذرفون من خلال هذه الوسائل! آآآهٍ يا قلبي ما أكثرهم و ما أثقل ظلهم! تباً لهم و تباً لي!

أعود لما بدأت به .. فكما أسلفت .. سلمى كانت لوليتاي الأثيرة .. أعيشها وأتنفسها و أحيا بها و كانت هي تعلم جيدا أنها كذلك على ما يبدو!

ذلك اليوم الفاصل في حياتي عندما عدت بذكرياتي إليه (في الحقيقة أنا لا أكاد أخرج من تلكم الذكريات حتى أعود إليها أصلاً حالي كقول الشاعر القديم "يا من توهم أني لست أذكره *** وكيف أذكره إذ لست أنساه" لكن.. ما علينا! ) - عندما عدت بعد أن أنهيت تلكم الرواية الملعونة علمت ذلك جيدا .. علمت أنها كانت تلك الحورية المسعورة الكاملة التي لطالما اشتهاها أمثال السيد همبرت .. تعود ذكراي إلى حركاتها الرشيقة و ضحكاتها المجلجلة كأجراس جنيات الأساطير .. أعود إلى ذلكم العالم القابع وراء التماعة عينيها عندما كانت تبتسم لي! لأجد نفسي طائرا في عالم جميل .. كون آخر، لن .. لن أراه واقعا بدون سلمى أبداً!
...
فزّت من فوق السرير بجانبي بعد أن قطعت عليّ روحانية و قدسية تلك اللحظات التي كنت أتمتع بها بقربها إذ على الرغم من صغر سني على أمر جلل كأمر الحب إلاّ أني اعترف لكم الآن حقاً .. نعم أعترف.. أنا أحببت سلمى حباً ليس كمثله حب .. هي كذلك كانت تحبني حباً كيس كمثل حبي و ليس كمثله حب - لعلّي لم أكن مدركا هذا جيدا حينها لكن صدقوني لو قلت لكم إن حبي لها و حبها لي لم يكن حبا تقليديا ، و كما تعلمون - و إن لم يكن هذا ما رميت إليه -..نظراً لطبيعة ولعي الغير تقليدي بذوات الأظافر و مازوخيتي نحو أظافرهنّ .. بالمقابل فلنقل سادية سلمى هي الأخرى نحوي .. و نحوي أنا فقط ! ما سوف تتأكدون منه في ما بقي من ثنايا حكايتي تِه .. لكن يبقى هناك جانب من ذلك الحب أؤكد لكم (أو لنفسي لا يهم !) .. نعم أؤكد إنه حب من نوع عذري حقاً لكنه لم يكن كمثل عذرية الحب التقليدي الذي تعرفون، فهو كما قلت (حب ليس كمثله حب) و كل حب في هذا الكون متفرع من حب من ليس كمثله شيء سبحانه! إنه حب أتنفسه رحيقا عذباً حتى لحظتي هذه .. لا زالت أنفاسها تغمرني أشمّ عبقها كلما خلوتُ أو وجِمتُ أو فزعتُ أو رضيتُ أو حزنتُ أو حتى غمرتني فرحة من فرح أحدى بنيّاتي .. و أزعم أنها هي الأخرى كذلك، سلمى .. على الرغم من غموض سلمى الغائر .. لكني عرفتُ مع الأيام من عينيها و التماعتهما أنّها كانت تحبّني .. بطريقتها ؟؟ .. بطريقتها!.. لن أجزم بشيء أكثر من هذا .. إذ مع سلمى لا يمكن لمرء أن يتغوّل أكثر من ذلك .. لعلّي الوحيد الذي سُمح له بهذا القدر من هذا التغوّل في عالمها على أية حال!..

"أني جيعانة!" .. "أيش رايك نعمل شيبس؟ تساعدني؟"
تبعتها نحو المطبخ غسلنا أيدينا وراقني النظر إلى سلمى وهي تقوم بغسل يديها بعناية شديدة و كيف تقوم بتنظيف ما تحت أظفارها ظفرا ظفرا مستعينة بأظافر إبهامها وسبابتها ..و سرحتُ في جمال يديها البيضاء الغضّة الملساء كأنها رخامة مصمتة وكيف غمرها الماء ..أذهلني ذلك البريق الجميل لقطرات الماء تنساب من أطراف أظافرها كأنها قطع كريستالية تخرج من أطراف ماسات صُقلت بعناية فائقة .. آه ما أحلاه ذلكم المشهد .. كم تمنّى قلبي الصغير ألّا ينتهي أبدا..
أخذنا في انتقاء بعض حبات البطاطا التي كانت في سلّة الخضار بجوار دواليب المطبخ .. كانت مغسولة مسبقا و مكدّسة بعناية في الطبقة العلوية من تلك السلة ذات الطبقات الثلاث .. أحضرَتْ سلمى وعائين كبيرين من الدولاب السفلي و سحبت لوح التقطيع الخشبي نحو طاولة الدولاب الذي كان مجاورا لفرن متوسط الحجم ذي أربع شعلات .. ثم سحبتْ سلمى سكينا كبيرا و أداة تقشير صغيرة من على تلكم السلة الصغيرة فوق طاولة الدولاب تحوي عدة سكاكين و أدوات قشر وتقطيع مختلفة .. "تعرف تقشّر بطاط؟"لوّحت نحوي بالمقشرة متسائلة .. في الحقيقة أنا ماهر في تحضير شرائح البطاطا المقلية لأنها معشوقتي الأولى كأي مراهق في سني .. لذا أُعدّها كثيرا لنفسي كلما خلوتُ في البيت و لم أجد من يعدّها لي .. لذا أجبت واثقا "أيش رايك انتي تجلسي و تشوفي إبداع الشيف !" .. ضحكَتْ سلمى ضحكة موسيقية "هو شيبس بس يا سيّد شِيف.. ماحدش قال إنه زربيان و قوزي .. ههه.. خلاص تمام أنت قشّر البطاط و خلّي التقطيع عندي .. OK!" (الزربيان هو أكلة هندية الأصل من الأرزتسمى حاليا الكبسة عند أهل الخليج و تختلف طريقة طبخها من منطقة لأخرى في العالم العربي و الهند و باكستان و هي معروفة ، و القوزي هو لحم الضأن المطبوخ على الفحم و الرمل و المغمور بالعسل و هو يشبه القوزي العراقي غير أن اللحم هنا يخمد في العسل على حرارة الفحم المطمور بالرمل، و عموما فإن كلا الزربيان والقوزي اليمني يشبهان المنسف الأردني و القوزي العراقي إلى حد ما)
 ..أنهتْ عبارتها بغمزة آسرة جعلت قلبي يقفز جذِلًا ..
أخذتُ فورا في تقشير البطاطا اخترتُ تلك الحبة الكبيرة نسبيا بيضاوية الشكل متناسقة ،أنهيتها بسرعة وعناية و وضعتُها لها  فوق لوح التقطيع .. أمسكتْ بها بين أصابعها ،لاحظتُ هنا حقا حجم يد سلمى و طول أصابعها  مقارنة بحجم حبة البطاطا الكبيرة نسبيا إذ احتوتها كلّها بين أصابعها الوردية الجميلة .. ضغطَتْ عليها حتى بان مدى تورّد وسائد أظافرها عندما وجهتها نحوي مباشرة .. نظرَتْ إليّ بتلك الابتسامة و اللمعة المرعبة في عينيها التي لطالما عشقتها و أُسِرتُ بها .. ثم أشاحت بها جانبا نحوها أمام عينيها مباشرة كأنها تريد مخاطبة البطاطا!.. لأرى ..لأرى ذلك اللمعان الآسر و التقوس المثالي لأطراف أظافرها الأجمل في الكون (و صدقوني لست أبالغ أبدا..لعل عشقي وولعي بذوات الأظافر أوقعني بين يدي معذّبتي سلمى ، صاحبة أجمل أظافر يمكن أن تراها عينٌ قَطّ! )
"تقول بيعجب هذي البطاط طعم أظافري ؟ أيش رايك ؟" همسَتْ سلمى بعد أن رفعت عينيها نحوي .. و بنظرة أبرد من شتاء قارس قوّست أصابعها الأربع نحو الجهة العلوية لحبة البطاطا البائسة لتغرز أظافرها الأربع دفعة واحدة بقوة رهيبة جعلت عضوي يقفز منتصبا حتى أحسستُ بالألم المبرّح فيه كأنما غرزت أظافرها من جديدٍ فيه .. علمتُ حالا أن الجروح قد انفتحت بالتأكيد إذ أحسستُ بحرارة الدم ينزّ من جديد .. سلمى تعرف حقا كيف تعذّبني! شكرا لقطع القطن الكبيرة التي وضعَتْها سلمى على أي حال!
أفقتُ لأرى أظافر سلمى الأربع كلها تقريبا مغروزة حتى حوافها في البطاطا ما عدا البنصر (الاصبع الصغرى) كان طرفُه فقط .. لاحظَتْ هي ذلك فسارعت إلى غرزه جيئة وذهابا في مكانه حتى غار في البطاطا كبقية إخوته .. بعد أن تأكدت سلمى أني أمعن النظر جيدا فيما تقوم به عادت لتمسك البطاطا بيدها اليسرى من الجهة المقابلة .. قوست أظافرها الأربع مرة أخرى .. و بدأت هذه المرة بغرز أظافرها واحدا تلو الآخر ببطء تراوح نظرها مبتسمة نحوي و نحو البطاطا وأنا في حالة يرثى لها أكاد أرتجف ، أقف واجما يتعرّق جبيني شيئا يسيرا و بالكاد تحملني قدماي !
اقتربتْ منّي بعد ذلك حتى قابلتني بيننا بضع سنتيمرات فقط .. أمسكَتْ حبة البطاطا بكلتا يديها بوضع أفقي بحيث أن حواف البطاطا التي غرزت أظافرها بها في راحتيها وأصابعها الثمان متقابلة وإبهاماها نحو الأسفل .. بدأت بالنقر المتناغم عدة مرات بأطراف أظافرها فوق سطح البطاطا و هي ترمقني بنظرها في عيني مباشرة بتلكم النظرات الصاعقات التي تخترق كل خلية في جسدي تشدها شدا نحوها .. آه ها أنا ذا أرى ذلكم التقوس الرائع في أظافر سلمى ملتمعا تحت ضوء الشمس من النافذة العلوية للمطبخ..آآآآآآه !
بعد أن تأكدتْ سلمى أنها قد قيّدَتني جيدا بعينيها عندها أطبقَتْ أظافرها الثمان بكل قوتها على منتصف سطح حبة البطاطا وهي تعضّ على شفتها السفلى حتى لاحظْتُ ارتجاف أصابعها من شدة الضغط الذي تقوم به .. غارت أظافرها الرهيبة في حبة البطاطا حتى حواف أصابعها، فتركتْها .. يا إلهي! حبة البطاطا الآن معلّقة بأظافر سلمى فقط تتهادى كالمشنوق الذي يتهادى جسده بحبل مشنقته بعد مفارقته الحياة!
أحسستُ أني أسمع نبضات قلبي المتسارعة كخبط هستيري على باب أحدهم .. عضوي يكاد ينفجر! خلايا جسدي المتوترة عن آخرها منتشية غائبة عن العالم إلا عالم سلمى!
سلمى تقرأ كل هذا الذي يحدث الآن لي و تعلمه جيدا إذ أنها الآن تمتلك كل خلية فيّ لها .. لها وحدها!
 " بعض الناس عجبهم اليوم كثير طعم هذين الاثنين.. صح؟!" قالت سلمى بعد رفعت أظافرها واحدا تلو الآخر ببطء شديد لتسقط البطاطا بين إبهاميها ..اقتربت بفمها فجأة نحو أذني ثم همست " ايش رايك .. أخزّق؟"
انتبهت إشارات الألم في عضوي الآن فقط أن توصل تلكم الرسائل المستعجلة إلى خلايا دماغي لكن .. قد فات الأوان! هاهي سلمى تطبق أظافر إبهاميها من جديد على السطح الآخر من حبة البطاطا لأجدني أنفجر كلّي من جديد مرتعدا متراقصا أمامها تدورعيناي في محجريهما و يرتجفُ رأسي يمنة ويسرة ، يدي اليمنى قد أمسكت بحافة طاولة دولاب المطبخ الذي بجانبي و الأخرى قد أطبقت على طرف جانب بنطلوني فوق جيب البنطلون الأمامي و قدماي تقدِّمان وتؤخران تحاولان حفظ توازني واقفا، وقد غرقَتْ سراويلي مرة أخرى في فوضى السوائل المتدفقة ، و هذا الألم العارم الرهيب في عضوي وكأن سلمى حقا مُغرِقة ذينِكم الظفرين من جديد فيه!
يااااااه! أخيرا أطلقتْ سلمى خناقها المحبب عنّي! لأجدني و هي في حالة لذيذة جميلة من البهجة والنشوة لا يمكن لكلمات في لغة أن تصفها و لا أن يشعر بحلاوتها أحد كما شعرنا نحن!
قد تسألون :كيف عرفتَ هذا عن سلمى ..  سلّمنا أن هذا شعورك أنت ..لكن سلمى ؟؟ ..
أجيبكم بكل بساطة : في الحقيقة أني عرفت هذا الشعور لدى سلمى لاحقا بعد كل مرة نفعل هكذا (أو بالأحرى: تفعل هي معي هكذا :) ).. تنهيداتها العميقة و ابتسامتها العريضة والتماع عينيها .. و أحيانا العناق الحار الذي تغمرني به ، أو ضحكاتها الموسيقية التي تعقب كلاما عاديا نقوله بعد لحظات من هذا الأمر.. دورانها الراقص المفعم بالفرحة أحيانا .. قبلاتها الحانية على خدّي نادرا .. و ..و شعورها المتكرر بالجوع و بالرغبة في الأكل!

أخذتْ سلمى تتأمّل حبة البطاطا البائسة تقلّبها لترى أثار غرزات أظافرها الرهيبة بها ، مرَّرَتْ أظافرها على الثقوب و أدخلـَتْ بعضها من جديد في الثقوب التي أحدثتها .. ثم ناولتني إياها و هي تريني تلك الثقوب "أكيد عجبِه طعم أظافري .. شوف شكل الأخزاق مبتسم !.. صح؟" تأمّلتُ في تلكم الثقوب الهلالية الجميلة الغائرة في حبة البطاطا و تتبّعتُ بعضها بأطراف أصابعي محاكيا وضعيات الأظافر عليها... ياه! ما أقواها أظافرسلمى حقا إذ إن تلك البطاطا التي بين يديّ لا تزال طازجة متماسكة صلبة لكني رأيتُ سلمى تخرقها بأظافرها بجهد اعتيادي جدا و من المرة الأولى أحدثتْ تلكم الحُفر حتى حوافّ أظافرها!
"أيوة أكيد ..شكلها فرحانة و يعجبها أظافرك كثير" أجبتُ سلمى بصوت متحشرج قليلا
أخذتْ البطاطا من يدي و أسرعتْ بتقطيعها و قد حرصتْ أن تحافظ على أماكن الثقوب كما هي و جعلتْ كلّ مجموعة منها على قطعة منفصلة على حدة ..وضعْت إحدى القطع ذوات الأربع ثقوب جانبا على الطاولة  بينما أكملت تقطيع باقي الحبة بشكل عادي ..
كنت مشدوها بالنظر إليها حتى نبّهتني " مالك ؟ بتجلس تتفرّج وبس ؟..يللا كمِّل تقشير بسرعة !..نشتي نخلّص بسرعة .. أني جيييعانة!"

أسرعتُ بتقشير باقي الحبوب على الرغم ارتجافة يديّ إذ مازلتُ لم أفق تماما من توتّري ، لكن انشغالي بالتقشير ساعدني على أن أهدأ و استرجع نفسي شيئا فشيئا .. استكملتْ هي التقطيع و أخذنا في القلي .. لذا تركنا المطبخ و أخذَتْ معها القطعة التي ركَنَتْها جانبا ..

عدنا نحو غرفتها و أسرعتْ لتخرج من عدة الإسعافات بضع قطع القطن و خيط شاش جديد و طلبتْ مني أن أبدّلها بالقطع التي تغطي عضوي و أن أغسل ثيابي بينما تنضج شرائح البطاطا .. كانت تريد أن تقوم هي بذلك لكني هذه المرة رجوتها أن أقوم بهذا الأمر بنفسي في الحمام و بصراحة كنت أخشى أن تقوم بأي فعل من شأنه أن يثيرني مجددا فلا أتمالك نفسي أو ألطخ عن غير قصد سريرها أو سجاد غرفتها هذه المرة بشيء من سوائل أو دم ..جروحي السابقة التي كانت تحدثها في سواعدي أو صدري أو بطني أو أرجلي (سأتحدث عن هذا لاحقا) كان من السهل الاهتمام بها لأنها في مساحات أوسع و أسهل من جسدي ..لذا كانت سلمى أحيانا ما تقوم هي بنفسها عليها .. لكنها المرة الأولى في هذا المكان الحساس لذا كان كلانا حذرا و مرتبكا بِشأن العناية به و حتى الجروح التي كنت قد أحدثها به من قبل باستخدام قطع البلاستيك - و التي كنت قد اعترفت لسلمى بها - لا تقارن بالجروح التي أحدثتْها سلمى! بل إنه يمكن القول إنها لم تكن جروحا أصلا إذا ما قورنت بما فعَلَتْه سلمى بي اليوم!
 في الحمام رفعتُ الشاش و فحصتُ مكان الجروح على عضوي و لاحظتُ أن الدم قد تخثر على قطع القطن و أن نزيف الدم من على الخروق بدأ بالتوقف فاحترتُ هل أبعد تلك القطع و قد التصقت بأماكن الخروق أم أتركها إذ أن المسألة ليست بتلك الخطيرة!
لا أدري إن كنت قد ذكرت لكم أم لا .. لدى جسدي قدرة هائلة حقا على الشفاء السريع من الجروح مقارنة بالناس العاديين فيما أعتقد! قد أكون واهما على أي حال لكن من ملاحظتي لنفسي و لغيري على المدى ، فقد لاحظت أن معظم جروحي التي يحدث بها نزيف للدم،  فإن الدم سرعان ما يتوقف عن النزف بمجرد وضع أبسط الأشياء عليه، إذ إحيانا ألجأ فقط لوضع ورقة محارم على مكان الجرح لعدة دقائق فقط ثم أجد الدم قد بدا بالتخثر و وقف النزيف و من ثم فقط أقوم بغسل مكان الجرح و أتركه مكشوفا بعلامة سواد الدم المتخثر عليه لأجدني بعد أقل من ثلاثة أيام غالبا لا أعود أميز مكان ذلكم الجرح! (و أنا أتحدث هنا عن الجروح التي تحدث لي عموما كجروح السكاكين أو قطع الحديد عموما كما يحدث لبقية البشر في حياتهم اليومية)  .. و بالنسبة للجروح الأعمق قليلا كجرح أظافر سلمى على عضوي فإني أتوقع شفاءه بعد أسبوع على الأكثر واختفاء أثره في أقل من أسبوعين!
المهم.. قررتُ أن أبدّل قطع القطن و الشاش إذ كان قد وصله شيء من سوائلي على أي حال و حتى لا تعاتبني سلمى!
 خرجتُ من الحمام لأجد سلمى جالسة في غرفة المعيشة و قد جهّزتْ البطاطا المقلية مع بعض الكاتشب والملح و أخذتْ تلتهم شرائح البطاطا بشهية مفتوحة
جلستُ بقربها و كلّي فضول أن أرى القطع التي بها الثقوب ، أسرعتْ سلمى بإخراج إحداها لتريني إياها و هالني كيف أن مواضع الثقوب الهلالية الرفيعة التي كاتت أقرب إلى حرف C قد تفذّحتْ بفعل القلي لتستحيل مفتوحة كالأخاديد! علمتْ سلمى ما في قلبي لكنها كانت ذكية كفاية بحيث لا تثيرني بشدة هذه المرة مع أن كلانا يتحرّق شوقا لفعل ذلك لكن وقت رحيلي كان قد شارف! .. لذا فعلتْ ما أرجوه سريعا هذه المرة إذ أدخلت أظافرها سريعا داخل تلك الأخاديد الصغيرة  فقط لنرى مدى تطابق أظفارها مع الأخاديد ثم بحركة سريعة أخرى مزّقتْ القطعة مخترقة إياها بأظفارها .. و .. أكلَـَتْها! .. ناولتني قطعة أخرى شبيهة بها و طلبتْ مني أن أفتح فمي لآكلها .. لم أكن أود ذلك لأني كنت أريد ان أستمتع بمنظرها أكثر .. لذا أخبرتها بذلك .. مزّقتها بأظفارها كسابقتها ووضعَتْها في فمي بهدوء لأستمتع بألذ قطعة شيبس ذُقتُها في حياتي قطعاً! .. القطعة التي تحوي أثر أظافر سلمى الغالية! و من يد الغالية سلمى نفسها! .. إنها الجنة .. !

يتبع..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى 10 .. حفلة تشويف

قصتي مع سلمى .. أيام الدراسة

سلمى 12 .. ذِلــَّــة .. ولـــذَّة (الجزء الأول)

قصتي مع سلمى 3 .. أم سلمى

سلمى 9 .. طيـــــف

سلمى 7 .. متعة من نوع مختلف ! أعمق أسراري

للتواصل معي

أول مثال على خصائص ظفرية مثالية

المثال الثاني ليدين و أظافر تامة التألق و الجمال !